بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية أمس لمدينة روصو صبحة الرئيس الشينغالي وما صاحبها من جهود ومبادرات لتهيئة الساحة وإعلان دعم ومساندة السيد الرئيس والتنافس في ذالك كتب المدون الشهير محمد لمين ولد الفاضل على صفحته الشخصية مقدما الحدث ومستخلصا لأهم عبره ودلالاته مانصه :
كنتُ في روصو خلال الأيام الماضية، ولذا فأنا على اطلاع على حجم معاناة هذه المدينة العريقة.
تابعتُ على هامش الأنشطة التوعوية التي كنا نقوم بها هناك تنافس وجهاء ورجال أعمال وأطر الترارزة في إظهار حجم الدعم والاستقبال الذي يخصصونه لفخامة رئيس الجمهورية، وضيفه الرئيس ماكي صال .
من المهم جدا لأي أغلبية أن تظهر دعمها للرئيس، ولا مشكلة في أن يكون ذلك خلال الزيارات الرئاسية، وعلى هامش تدشين مشاريع هامة، كتدشين جسر الأخوة الذي سيربط بين الشقيقتين موريتانيا والسنغال.
لا مشكلة في ذلك، ولكن ألا يمكن التفكير في أساليب وطرق جديدة تختلف عن هذه الأساليب المبتذلة والتي لا تفيد الرئيس، ولا الساكنة المحلية، ولا تفيد من يقدمها لا في الدنيا ولا في الآخرة...
كان يمكن للدعم أن يتخذ بعض الأشكال غير المألوفة عند وجهائنا وأطرنا ورجال أعمالنا، وبذلك سيفيد الرئيس والساكنة المحلية، كما سيفيد مقدميه، فمثلا كان يمكن التفكير في :
- أن تقوم مجموعة ما من الأطر أو رجال الأعمال بحملة تنظيف للمدينة التي تعاني كثيرا من انتشار القمامة، وقد سن أطر تجكجة والحوض الغربي سنة حسنة في هذا المجال.
- أن تقوم مجموعة ما من الأطر أو رجال الأعمال بفتح محل تجاري لبيع المواد الأساسية بأسعار مخفضة في أحد أحياء المدينة أو في قرية من القرى التابعة لها في ظل هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، والعمل على تموينه بشكل مستمر. ويمكنها أن تقول بأنها فعلت ذلك دعما للرئيس ومساهمة في تنفيذ برنامجه المتعلق بالفئات الهشة؛
- أن تقوم مجموعة ما من الأطر أو رجال الأعمال بترميم إحدى مدارس المدينة وتوفير ما تحتاجه من طاولات وأثاث مدرسي.
بمثل هذه الأعمال يحصل دعم الرئيس، وتستفيد الساكنة، وسيكتب لأصحابه الأجر في الآخرة بإذن الله إن كان من مال حلال. وفي مثل ذلك فسيكون لتنافس رجال الأعمال والأطر معنى. اما إنفاق الأموال على الغناء والرقص واستجلاب فنانين بعشرات الملايين إن صح ما يُقال فمثل ذلك لا يمكن إعتباره دعما، وضرره أكثر من نفعه.
الصورة المرفقة لمدرسة رممها نائب أكجوجت قبيل الافتتاح الدراسي ...هذا النوع من الأعمال هو ما يمكن اعتباره دعما حقيقيا للرئيس ولبرنامجه الانتخابي . أما بناء الخيام وجلب المواطنين والإنفاق على العناء والرقص فلن يفيد الرئيس ولن يساهم في تحقيق برنامجه الذي تعهد به للشعب الموريتاني.
-