ما الذي يعنيه اكتشاف موجات الجاذبية والثقوب السوداء ؟حينما تمكن الفريق العلمي الدولي بمؤسسة العلوم الوطنية في واشنطن وجامعة موسكو أنه تم اكتشاف موجات الجاذبية التي تحدث عنها العالم ألبرت آينشتاين منذ 100 عام مضت تساءل عدد لا بأس به من القراء ما الذي يعنيه هذا؟ وما يخصنا نحن؟
أولا لنطلع على القصة القصيرة في عام 1916 كان آينشتاين من خلال نظرية النسبية العامة التي وضعها قد أوضح أن الجاذبية مجرد تشوه في نسيج (الزمكان) ونتج هذا عن وجود المادة لكن لم يتمكن أي عالم من إثبات صحة النظرية العامة.
بالطبع تنبؤات النسبية العامة تتعلق بتمدد الزمن الثقالي وتشكل عدسات الجاذبية والانزياح الأحمر الجذبوي للضوء والابطاء الزمني الجذبوي.
ما كل ما سبق تلك كلمات كبيرة للغاية وكمواطن صالح لا يهتم سوى بقوت يومه ما الذي يعنيني من اكتشافات آينشتاين ونظرياته ألم يكفي ما حدث لي أثناء أعوام دراستي للفيزياء لقد نال مني قسطا لا بأس به من الدعوات في فترة الثانوية العام.
عزيزي المواطن الصالح لنظرية آينشتاين نتائج هامة للغاية في الفيزياء الفلكية مثل الثقوب السوداء بالإضافة لفكرة تقعر الفراغ بوجود المادي وهذا يعني أن الخطوط المستقيمة تتشوه بوجود الكتلة، لا زالت كلماتي صعبة.
ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف؟ ألم تعرف بعد؟ الفكرة بسيطة لم نكن نسمع أية أصوات من الكون حتى أن ديفيد رايتز وهو المدير التنفيذي لمشروع LIGO (مرصد للأمواج الثقالية بالولايات المتحدة الأمريكية ويتكون من مرصدين أحدهما في هانفورد والآخر في ليفنجستون) قال ذلك بنفسه.
الأمر بسيط كان يمكنك قديما النظر للظواهر الفلكية كنت تتمكن من مشاهدة كل شيء لكن هل هناك أي صوت؟ الآن تستطيع سماع الظواهر الفلكية.
قبل 100 عام آينشتاين أكد أن تغير شدة الجاذبية في مكان ما بشكل مفاجئ نتيجة تغير طرأ فجأة فهذا سيؤدي لانتشار موجات الجاذبية بطول وعرض الكون بشكل مفاجئ وبسرعة الضوء.
تلك القدرة التي اكتسبها العلماء مؤخرا ستعطينا قدرة على الاستشعار بوجود موجات الجاذبية وهذا يعني أننا على وشك استكشاف الكون المظلم وهو الجزء الأكبر والأعظم من الكون وهو ما لم يتمكن أحد من رؤيته بالتلسكوبات الضوئية.
تخيل أن تكون قادرا على النظر إلى أعماق الكون وإلى أزمان أبعد في الماضي تخيل أن السفر بالزمن قد يكون متاحا بعد أن كان خياليا ذلك الاكتشاف عزيزي المواطن قد فتح أبوابا لا نهاية لها.
في نهاية المطاف قد نصل إلى أهم مشهد سمعنا عنه أو قرأنا فقط وهو مشهد خلق الكون في الانفجار العظيم هذا ما يعنيه هذا الاكتشاف لمن لا يفهمه.
نظرية النسبية العامة تعتبر واحدة من الركيزتين الاثنين للفيزياء الحديثة والأخرى هي نظرية الكم تخيل أن نصل إلى توفيق بين النظريتين السؤال مفتوح وبالتأكيد قد يجيب على أسئلة كونية.
فما يعنيه هذا الاكتشاف للمواطن العربي الصالح؟
بكل تأكيد لا يعني أي شيء على الإطلاق فالمواطن العربي إما منشغل بصراعات وطنه الداخلية أو صراعاته الخارجية أو يبحث عن قوت يومه أو مشتت خارج وطنه أو تحاربه حكومة وطنه فلن يسعه ذلك سوى أن يقرأ عن النظرية دون أن يفهم المغزى لكن اكتشاف صحة تنبؤات بعد 100 عام وبهذه الطريق هو أمر جلل.
هذا الاكتشاف مهم للغاية ولا مجال للسخرية منه تخيل أن تتمكن من معرفة قوة موجات الجاذبية الحقيقية هي أصلب من الحديد الصلب مليارات المرات وهذا يعني أن خلق تلك الموجات بحاجة إلى قوة هائلة لا يمكن أن تتم إلا من ظواهر فيزيائية خاصة مثل الثقوب السوداء فماذا لو كانت هناك عوالم موازية أخرى هل كان للمواطن العربي في تلك العوالم شأن آخر؟
السفر عبر الزمن والأكوان المتعددة
بالنسبة للثقوب السوداء فهي أكثر الظواهر إخافة تخيل أن تكون هناك منطقة في الفضاء تحتوي على كتلة كبيرة في حجم صغير وتتسبب الجاذبية بنوع خاص من الانهيار بتلك الثقوب وفي نظرية النسبية هو منطقة من "الزمكان" تمنع فيها جاذبيته كل شيء من الإفلات بما في ذلك الضوء.
دراسة هذه الثقوب قد تفتح عوالم أخرى تخيل هناك فرضية تتيح لنا القفز من ثقب أسود للخروج من ثقب أبيض وذلك باستخدام نظرية النسبية العامة فماذا لو كانت تلك الثقوب عامل ربط بين عالم موازي أو فرصة للسفر عبر الزمن؟
مشكلة السفر عبر الزمن تكمن في أنها قد تكون لطريق وحيد نحو المستقبل فقط وصعوبة السفر إلى الماضي وذلك بسبب التناقض مع السببية حيث أنه لا يمكن لتأثير أن يسبق مسببه، فهل نشهد ذلك أم نرى نظرية الأبعاد الفيزيائية والأكوان المتعددة؟
بين نيوتن وآينشتاين
نحن نمتلك مفتاحا جديدا لفهم الكون حاليا البعض يسخر منه جهلا وليس خفة ظل تخيل أن تحل أكبر لغز يقف أمام العلم نيوتن كان يرى أن الجاذبية موجودة ومن صنع المادة وقوة تجاذب أي جسمين في الكون تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما وهو ما يسمى بقانون الجذب العام.
في حين أن ألبرت أوضح أن الجاذبية موجات وتموجات تنقل الطاقة من خلال الكون وبالتالي فالعلم قد أنصفه بعد 100 عام.
هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها بشكل مباشر وجود الثقوب السوداء وهي تتفق تماما مع ما توقعه العالم الألماني.
فلنتمنى أن يستمر العلم في اكتشافاته وأن يصحو المواطن الصالح على واقع أفضل يتمكن من خلاله من دراسة نظريات أينشتاين من أجل العلم لا من أجل تحصيل الدرجات الدراسية.