رمضان في موريتانيا بين عادات اصيلة وطقوس دخيلة (تقرير)

في موريتانيا يكتسي شهر رمضان المبارك خصوصية حضارية وسلوكية جديرة بالانتباه، تجسدها منظومة متكاملة من العادات والتقاليد، التي تعكس مكانة هذا الشهر عند الموريتانيين ، وتجندهم لتأثيثه بممارسات ذات طابع تعبدي وسلوكي واجتماعي واقتصادي أيضاً.

وفي بلد يعرف بثقل موروثه الحضاري وتنوع روافده الثقافية، فإن رمضانيات موريتانيا تدفع إلى السطح بظواهر وطقوس خاصة تصل ماضي البلاد بحاضرها، كما لا تخلو من ممارسات دخيلة تجد مرجعها في تطور الأخلاقيات العامة.

وكأي بلد إسلامي، تستقبل المساجد روادها في الأوقات الخمسة مع حرص الصائمين على صلاة الجماعة، وتسطع أنوار المساجد في صلاة العشاء والتراويح بحيث تضيق بالمصلين فأصبح من المعتاد أن تتراص صفوف طويلة خارج المساجد وعلى قارعة الطريق لأداء صلاة التراويح ، ليتفرق الجمع بعدئذ بين من يعود الى بيته ليعيش أجواء أسرية خاصة، ومن يقصد المقاهي التي تنتقل ذروة نشاطها الى الليل في سهر ممتد الى وقت ما قبل السحور، تتناسل حول طاولاتها نقاشات السياسة والرياضة وأحوال المجتمع أو تحتدم على رقعتها مباريات لعب الورق.تماما كما تزدحم الصالات الرياضية وحتى السوح العمومية بالناس
في رمضان ينفق الاغنياء والفقراء بسخاء زائد لا يقتصر على طبقة بعينها، ذلك لأن الشرائح الضعيفة والميسورة تبذل وسعها لتجهيز موائد الإفطار والعشاء والسحور، وتكون نتيجة هذا التهافت على شراء المواد الغذائية ندرة بعض هذه المواد وارتفاع الأسعار واستنزاف مدخرات البيوت المتواضعة

تغيرات بالجملة في السلوك الإنفاقي، الحالة المزاجية، العلاقات الاجتماعية، الجدول الزمني اليومي للصائمين وغيرها تطبع شهر رمضان الذي يوفر عموما فرصة للوقوف على نموذج شعب يجمع بين التمسك بالشعائر المقدسة، والانفتاح على تيارات الراهن

شارك هذا الموضوع: