الإصلاح والأخوة : استشهاد مرسى خسارة لكل أحرار العالم (بيان){مِّنَ

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

بقلوب راضية بقضاء الله تعالى وقدره، مؤمنة بأن ما عند الله جل وعلا، خير لأصفيائه ممّا خلّفوا في هذه الحياة الدنيا،، تلقينا في جمعية الإصلاح للأخوة والتربية بموريتانيا نبأ استشهاد الرئيس المصري المنقلَب عليه الدكتور محمد مرسي عيسى العياط، في ظروف غامضة وأوضاع مريبة؛ وقد استشهد صابرا على الضيم شامخا معتزا بدينه وفيا لمبادئه سائرا على سنن من سبقه من المصلحين.

وبهذه المناسبة الأليمة، فإننا إذ ننعى بوفاة الرئيس محمد مرسي، رجلا من رجال الأمة الإسلامية العظام وحفظة كتاب ربها الخيّرين ومصلحيها المعتدلين وأكادمييها المتميزين وساستها الأوفياء، نتقدم بتعازينا القلبية ومواساتنا العميقة إلى أسرة الفقيد الكريمة، وإلى الشعب المصري العريق وإلى أمتنا الإسلامية وإلى جميع أحرار العالم؛ من أنصار الحرية والكرامة والثبات والشجاعة والوفاء، ومناهضي الظلم والتعسّف والاستهتار بحقوق الإنسان ومصاير الأوطان، والتنكر لخيارات الشعوب والانقلاب على إرادتها.

كما ننتهز هذه المناسبة الأليمة وهذا الحادث الجلل، لنسجّل الملاحظات التالية:
1- التنبيه على خطر الظلم وحرمة السكوت عليه وخَطيئة مجاراة الظالمين ومناصرتهم؛ ذلك أن الله تعالى حرّم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ونهانا أن نظّالم. (حديث مسلم في الصحيح) بل ونهانا عن مجرّد الركون إلى الظلمة (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).
2-التأكيد على أن هذه الأثمان الغالية التي تدفعها الأمة وفي مقدمتها أرواح خيرة قادتها وصفوة شبابها لن تضيع عند الله ولا عند الناس، وستثمر نصرا مجيدا وعزا تليدا في القريب العاجل بإذن الله تعالى.
3-لفت الانتباه إلى الوعيد الوارد فيمن ولي من أمر هذه الأمة شيئا فشق عليهم فيه، (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) صحيح مسلم
4- التحذير من أن ضياع الأوطان واستحلال الدماء والأعراض يكون عندما يرضى العلماء والمثقفون والساسة والأكادميون بالدّون، وأن يكونوا رقما متأخرا في صفوف أنصار فَشَلة الظلمة والمسوقين للاستبداد والفساد.

5-تسجيل أسفنا البالغ لما وصلت إليه المنظومة الأخلاقية الدولية من ازدواجية في المعايير وتنكر لقيم الإنسانية؛ في إعلاء حقوق الإنسان دون تمييز واحترام إرادة الشعوب وحقهم في الحياة والحرية والكرامة.

كما نرى أن إحياء هذه القضايا وإشاعتها ليس مجرد وفاء للأشخاص، على أهمية ذلك، بل هو إحياء للمبادئ التي ضحوا في سبيلها وإشاعة للفضائل التي قضوا من أجلها ولذلك ندعو لكل أنواع الأنشطة السلمية المشروعة الرافضة لهذا المنكر الشنيع وأسبابه وثمراته المحيية لمعاني العزة والتضحية والشجاعة، فكم حييت الأمم باستشهاد عظمائها.

والله نسأل أن يرحم الرئيس الشهيد وأن يضاعف له الأجر فيما قدّم لوطنه وقضايا أمته العادلة - وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين - وأن يلهم أسرته الكريمة وشعبه الأبي وأمته المسلمة حسن الصبر ويجزل لهم المثوبة.

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَخمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

*المكتب التنفيذي*