هل سيتجه الحزب الحاكم في موريتانيا لحجب الثقة عن حكومة ولد الشيخ سيديا” سيناريوهات “

بعد طول انتظارٍ وترقب وحبس للانفاس ولدت الحكومة الجديدة، بعد مخاضٍ عسير، ربما جاءت على عكس توقّعات الكثير من المواطنين وخاصة الطبقة السياسية واصحاب المبادرات ، لكنها في جوهرها قد تعبر عن المرحلة الراهِنة بكل ما فيها من صعوبات وتجاذبات سياسية وخلافات داخلية
الغائب الابرز عن تشكيلة هذه الحكومة هو الحزب الحاكم الذي تردد في يداية الامر حسن قرر رئيسه الفعلي ترشيح رفيقه وعدم استثارة كوادره فكانت ردة الفعل سريعة حملت استياء بعض قادته وبدأ معظهم في التخاذل والتهاون سرعان ما نجح الرئيس المنتخب في امتصاصه واعلن انه سعيد بثقة الحزب فيه و وقوفه خلفه وزاره اكثر من مرة
خرجت وجوه معلومة على راسها الرئيس الحالي للحزب الحاكم والمسير الفعلي لعمله ولد محند خونه الذي ظل لسنوات طويلة في كراسي الحكم، وقيادة الحزب في احلك الفترات ولم يمنح احد قادة الحزب او اطره اي حقيية وزارية في اقصاء شبه شامل للحزب وفي اشارة واضحة للاستغناء عنه في الفترات القادمة وهي خطوات ازعجت الحزب وستكون ردة فعله إزاء هذا الاقصاء قوية حسب محللين
خيارات كثيرة امام الحزب المهيمن على البرلمان المورياني باغلبية ساحقة ابرزها التحرك سريعا لحجب الثقة عن حكومة ولد بده ولد الشيخ سيديا كإجراء دستوري وآلية ديمقراطسة من صلاحيات البرلمان . ولانه يملك نحو 148 نائبا سيكون من السهل عليه البدء في إجراءات حجب الثقة حيث يتوفر في كتلته البرلمانية نصابا من الأصوات يحدده القانون حسب كل دولة وإن كان الشائع أن عتبة تشغيل آلية الحجب هو 10% من عدد أعضاء الهيئة التمثيلية

فهل تكون ردة فعل الحزب الحاكم قوية ويسقط حكومة غزواني التي اقصت قياداته وابعدت اطره عن دائرة الاضواء وسحبت البساط من تحته بعد سنوات ظل خلالها المهيمن على مختلف الحكومات

نظريا، يستطيع الحزب أن يفعل ذلك وهو يمتلك الحق الدستوري بأن لا يعطي الثقة لأي حكومة نظرا لسيطرته التامة على البرلمان بكتلة قوية ومتماسكة أما عمليا، فسيكون ذالك فرصة للمعارضة للدخول على الخط وترتيب الصفوف من جديد لمضايقة حكومة غزواني وتصدر المشهد النيابي

حالة من الاستياء يعيشها الحزب الحاكم وصدمة كبيرة في الشارع العام من تشكيلة الحكومة التي خبس انفاسه طويلا في انتظارها لتخرج الحكومة في مظهرها العام عادية وتقليدية كسابقاتها، لكن الجديد فيها أنها وازنت حسب محللين  بين مكونات مختلفة وضمت بعضا من ذوي الكفاءات وأهل الخبرة غير انها اقصت الحزب الاكثر تمثيلا في البرلمان