رصاصة ولد اجاي هل قتلت المعارضة الموالاة الجديدة ؟

منذ بداية وصول ولد الغزواني للحكم والمراقبون يختلفون في توجهاته، بين من يراه قطيعة مع النظام السابق وأنه كان يتمسكن حتى يتمكن، وبين من يراه مجرد استمرار “للنهج” وظل لوللد عبد العزيز، وقد كان لكل من الطرفين ما يمكن الاستناد عليه لتعضيد وجهة نظره من تصرفاته الرجل وغموضه المثير للتفسيرات في مختلف الجهات.
غير أن تعيين ولد اجاي الذين كان المحفظ المالية لولد عبد العزيز على أضخم منشأة اقتصادية ,أكثر الشركات العمومية مساهمة في الميزانية يجعل هذا القرار المهم والمصيري بمثثابة رصاصة الرحمة على من كانوا يعتقدون أن ثمة فرقا ما بين ولد الغزواني وولد عبد العزيز، بل إن هذا القرار يعزز التبعية العمياء وغير اللبقة، والتي لا تحترم أبسط الوليات الأتيكيت واللباقة السياسة.
فكيف لرجل مثل المختار ولد اجاي أن يجد هذه المكانة العالية ويؤتمن على قربة الاقتصاد الموريتاني التي تشرب منها كل القطاعات، رغم ما ارتكبه من فظاعات وما قام به من نهب، وما اخترعه من سبل التحايل على الثروة الوطنية لصالح ولد عبد العزيز؟
قرار يجعل المرء حائرا بين ما يقوله المنطق وما يقوله الواقع، فالأول يقول إن إن تعيينا من هذا النوع مستحيل في عهد غير عهد ولد عبد العزيز، بينما تقول المعطيات إن ههذا التعيين أصبح أمرا واقعا وحقيقة ملموسة، مهما كانت تداعياته السياسية والنفسية على الكثيرين من ممن دعموا ولد الغزواني وكانوا معارضين لنظام ولد عبد العزيز، وممن أدار لهم الظهر حتى الآن، بينما يبدو فاتحا ذراعيه لكل الذين وثق فيهم رفيق سلاحه والرئيس السابق، فهل سيقسط ولد الغزواني الزمن بالصمت، وهل لن يصدق هؤلاء أنه ماض في تهميشهم/ ومواصل مسيرته نحو “النهج” حتى يروه ذلك جهرة في خطاباتهم.
في الأسبوع الأخير صرح أحد وزراء الحكومة بأن ولد الغزواني راض عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأنه يعتبر نفسه مناضلا فيه، بل قال الوزير أن ولد الغزواني سيعلن عن ذلك قريبا قبل مؤتمر الحزب، الذي قالت مصادره إن رئاسته سيتولاها ولد عبد العزيز نفسه أو ابيجل وهميد.
إن نظرة خاطفة لما حصل منذ 2 يونيو لتعطي للمرء قناعة تامة بأن الرجل استمرار للرجل، وأن الرئتان تتنفسان الهواء ذاته، إلا عدة أسئلة تبقى معلقة بشأن مستقبل الذين دعموا ولد الغزواني من المعارضة التقليدية الناصحة منها أو الناطحة، هذا فضلا عن غبار الاسئلة الذي يثيره صمت المعارضة الموازي لصمت ولد الغزواني، وإن كان الأخير يفعل ولا يتكلم، هي لا تتكلم ولا تفعل، فحتى ردات الفعل الاعتيادية التي عهدنا وهي مجرد ردات فعل عاطفية لم تعد تسمع، فهل هو موت السياسة والمشاريع ثم المعارضة أخيرا؟.

نقلا عن : https://taqadoumy.net/?p=20859