وزراء السخرية / عبد الله ولد سيديا

لا يجد وزير المالية الموريتاني غضاضة في أن يسخر من شعبه علنا عندما يتهكم على شعار حملة" مان شاري كازوال" نحن نعرف سيدي الوزير أننا في حساباتك لانساوي شيئا تماما كما نحن في حسابات سيدك نعرف أيضا سيدي الوزير أن مادفعك للتهكم والسخرية اللاذعة من بعض خيرة شباب هذا البلد هو التزلف لسيدك وخطب وده. لكن لتعلم سيدي الوزير أن من بين أولائك الشباب اللذين سخرت منهم من أهم أعلى منك مقاما وافضل عند رب العالمين، وأفضل عند عباده ومنهم من جمع من الشهادات والعلم ما لو ألقي عليك لوهن العظم منك. فلتعلم سيدي الوزير أننا سنحفظ لك هذه السخربة ماحيينا وأننا سنذكرك بها في موقف تكرهه وأن الدائرة تدور في النهاية على الظالمين.
أحلام الشعوب سيدي الوزير لاتضيرها حماقات المتزلفين، ومواقف النفاق لاتزول برحيل الأنظمة فكلنا نتذكر مقولات سابقيك من من طواهم الزمن وبقيت كلماتهم سياطا تلهب جلودهم آناء الليل وأطراف النهار. فلتعلم سيدي الوزير بأنك راحل وأنهم راحلون وأن لسانك الذي لم تصنه اليوم سيستأسد عليك غدا فيقضي عليك سيذهب نظامك وسلطتك وزهوك بهذه الأيام وتبقى مواقفك وأقوالك وأفعالك، تقبض عليك فترميك في مزبلة التاريخ. الشباب اللذين سخرت من شعار حملتهم هم أجمل الورود التي تفتتحت في هذه الصحراء الجرداء هم خيرة شباب الجمهورية هم من يجب أن " تبوس الأرض تحت نعالهم" هم أحلام بريئة صافية لم يدنسها بريق السلطة وزخرف القصور.
من سخرت منهم سيدي الوزير منهم قابضون على الجمر لم يستريحوا من وعثاء مقارعتكم ساعة واحدة هم الأمل بعد الألم هم مستقبل هذا الوطن وزهو هذه الأمة وكبريائها وكرامتها التي لاتهان. لاتنظر سيدي الوزير إلى سمرة وجوههم التي اكتوت بالشمس اللافحة لتسمعك ومن خلفك صوت الرفض لاتنظر إلى أجسادهم الهزيلة فالرجال لاتضيرهم الأحجام، كما لن تنفعكم أجسادكم الضخمة يوم التلاقي. إنهم حفاة في نظركم عراة بائسون، لكنكم لستم أحسن حالا وأنتم ترفلون في نعيم زائف سرقتموه من قوت هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره. إن أردت لسخريتك سيدي الوزير أن تكون جرحا غائرا فنحن نبشرك بأن للخنجر حدين وأنه يضحك كثيرا من يضحك أخيرا