وحدهم العرب لا يميزون بين الانقلاب و الثورة؟!

في ليل الثالث والعشرين من يوليو سنة 1952، قام قادة وحدات حماية الملك فاروق، بحركة احتجاجية في القاهرة، على تأخر مخصصاتهم، ثم بدا لهم أن يحولوا احتجاجهم إلى انقلاب، سمّوْهُ- زورا وبهتانا- ثورة، وما زالت أخلافهم من صنائعهم، يستأثرون- دون تفويض- بأمر تسعين مليون مصري.

في الخامس من يوليو عام 1962 عَبَرَ ضباط الجيش الفرنسي، من أصل جزائري، أشلاء مليون ونصف مليون شهيد، إلى سلطة الجزائر المستقلة ، وتسموا قيادة الثورة، وما يزال أخلافهم من صنائعهم، مصممين على الاستئثار بمصيرالشعب الجزائري، دون تفويض أو مشورة.

تتالت الانقلابات العسكرية تباعا، في العراق والشام والسودان وليبيا والصومال وموريتانيا؛ وكانت في كل مرة تحدث فيها، تتحول - بالتضليل ووالترهيب والترغيب- إلى ثورة زائفة؛ وكنا الاستثناء الوحيد، فلم يتحول أي من انقلاباتنا المتلاحقة إلى ثورة.

شكرا لعسكرنا وأخلافهم من صنائعهمم، وإن استمرأوا التصرف في أمرنا، دون مشورة منا، فهم على الأقل يميزون بين الانقلاب والثورة!!

 

الحسن ولد مولاي أعلي