المعارضة تناقش علاقتها بالسلطة وسط خلاف عميق بين أبرز مكوناتها (خاص)

علمت زهرة شنقيط من مصادر معارضة أن لقاءات سياسية تجري منذ أيام بين قيادات عدد من أحزاب المعارضة التقليدية لتقويم الأداء خلال المرحلة الماضية، وكذا لدراسة إمكانية استئناف تنسيق من نوع ما بين هذه الأحزاب .

وبحسب المصادر فقد تم اللقاء الأول الذي ضم قيادات أحزاب تواصل والتكتل وقوى التقدم، والصواب وحزب ايناد في مقر حزب تواصل زوال الأربعاء الماضي، وتواصل الخميس بمقر حزب التكتل فيما يتوقع أن يستمر في مقر حزب الصواب خلال عطلة الأسبوع.

وقد برزت خلال النقاشات التي وصفت بالصريحة وجهتا نظر تقترح إحداهما انتهاج سياسة" مساومة" مع النظام الحالي، والامتناع عن انتقاده ومنحه وقتا إضافيا ، ودعم ما تعتبره جهات إصلاحية في السلطة عبر بوابة وزير الداخلية السيد محمد سالم ولد موزوگ ،وهي وجهة النظر التي يدافع عنها بقوة رئيس حزب اتحاد قوى التقدم.

أما وجهة النظر الثانية فترى أن الوقت قد حان لتستأنف المعارضة دورها السياسي بعد أن أعطت النظام ما يكفي من الوقت دون أن يقدم إنجازات تذكر في قضايا الاصلاح ومحاربة الفساد، وحل المشكلات المرتبطة بالوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية.

ويقول أصحاب هذا الطرح أن مصلحة البلد تقتضي تماسك المعارضة ووضع استراتيجية جديدة في النضال السلمي من أجل تحقيق تطلعات الشعب تنسجم مع المرحلة التي يمر بها البلد، وتدفع في اتجاه حوار جدي يضع كل قضايا الوطن على طاولة البحث ،مضيفين أن التشاور القائم بين الأحزاب الممثلة في البرلمان حول التصدي لجائحة كورونا يجب ان يتعزز ويستمر مع ضرورة ان يبقى صرفًا للموضوع المتعلق بآليات التصدي لهذا الوباء دون أن يأخذ أشكالًا سياسية بين اقطاب المعارضة والموالاة نظرا لاختلاف أولويات القطبين وهي وجهة النظر التي يتمسك بها رئيس حزب تواصل.

ويلاحظ متابعون أن لتموقعات المعارضة اليوم علاقة بمواقعها بالأمس فرئيس قوى التقدم الدكتور محمد ولد مولود لم " يغفر " بعد لتواصل عدم دعمه في رئاسيات 2019.

ويرجح مراقبون أن تنتهي المشاورات الحالية بتمايز قطبين في المشهد المعارض يتبنى أحدهما نهج المعارضة" المساومة" فيما يستأنف الثاني خط المعارضة التقليدية، هذا إذا لم ينجح اجتماع حزب الصواب في عثور الأحزاب المعارضة على توافق على رؤية لمستقبل علاقتها بالسلطة.