قمة نواكشوط ,, هل وأدت اهتمامات الأروبيين بالنفوذ طموح الأفارقة في التمويل

انتهت قمة دول الساحل الخمس أمس في نواكشوط بحضور اعتبر كبيرا وخاصة في ظرف جائحة كورونا وبآمال عريضة زادت مخلفات الجائحة

الرئيس الفرنسي كان الحاضر الأبرز رغم أنه ليس حضوره الأول للقمة ولكن لأن القمة تمثل له متنفسا في ظل أزمات ظل تلاحقه منذ فترة سواء كانت داخلية وخارجية

وبعد أن انقشع غبار القمة وانتهت ساعاتها والتي بدأت بآمال عريضة ومطالب كبيرة وانتهت بإشادات دون الخوض في مطالب الأفارقة يحق لنا أن نتاءل عن قمة نواكشوط لدول الساحل ما ذا قدمت وفيم أخفقت

الحضور الفرنسي ورسائله السياسية 

لم يكن حضور الرئيس الفرنسي ماكرون مفاجئا ولا اعتباطيا بل كانت القمة ذات أهمية كبيرة بالنسبة له فالرجل يعاني أزمات داخيلة عديدة ومشاكل كبيرة خاصة في تعاطيه مع الشأن الإفريقي وخاصة في الملف الأمني

 

 

ماكرون الذي يعاني معاناة كبيرة على الصعيد الداخلي والدولي من سياساته المترنحة حاول أن تكون القمة مخلصا أو تغالب على الأقل مشاكل أخري كثيرة يعاني منها سواء ملف الساحل الذي يراوح مكانه منذ قمة بو ومضي ستة أشهر حيث توسعت الهجمات في افريقيا وقتل جنود فرنسيين

كما أن قوات الساحل لا تزال تنظر المال وخاصة جانب التعهدات الخليجية فيه والتي تعد قائمة أو أصبحت ضعيفة بسبب ما وصل إليه الملف الليبي الذي كانت تعول عليه في التعاون مع فرنسا أو في مقايضتها وكذلك الغضب الفرنسي والأوروبي من التغلغل الروسي في ليبيا  وتحميل ماكرون سبب وجودهم والتغاضي عنهم .

إلغاء الديون

شكل إلغاء الديون عن دول الخمس في الساحل، مطلبا رئيسيا لدى المجتمعين بقمة التحالف الدولي من أجل الساحل، التي انعقدت أمس في العاصمة نواكشوط.

وقد اعتبر المشاركون في القمة الأولى التي تنعقد بشكل مباشر بعد قمة "بو" بفرنسا، أن مسح الديون، يعتبر أقل ما يجب، في مواجهة الأزمتين الأمنية والصحية للتين تواجههما المنطقة.

ورغم تعبير الأطراف الأوروبية المشاركة عن تفهمها لمطلب إلغاء الديون، فإنها عبرت عن االسعي إلى التخفيف منها لدى مجموعة ال20، ما يعني أن الإلغاء الذي شكل مطلبا رئيسيا، لا يبدو أن الأوروبيين متحفزين له.

تباين الموقف الأوروبي من الساحل

لا تبدو الأطراف الأوروبية متحفزة، ولا على نفس الموقف مما يجري في منطقة الساحل، ففرنسا تسعى إلى أن لا تظل الوحيدة في المنطقة، التي تدفع قواتها فيها ثمن التصدي للإرهاب، لذلك فقد تمكنت من تشكيل تحالف دولي من أجل الساحل، وظفت في سبيله دبلوماسيتها وعلاقاتها الدولية.

كما أقنعت فرنسا 13 دولة، 11 منها أوروبية بتشكيل قوات أوروبية خاصة، سيتم نشرها في منطقة الساحل قبل نهاية الصيف.

لكن متابعين يعتبرون أن الأطراف الأوروبية لا تبدو مندفعة تجاه الاستثمار والتنمية في منطقة الساحل، وتنظر إليها باعتبارها مستعمرات فرنسية سابقة، وحضور باقي الأطراف فيها يظل محدودا حيث صرح بعضها في خطابه أمس أنه لا زال يحاول فتح سفارات في دول كبيرة بإفريقيا .

مشكل التمويل وحقوق الإنسان

كثيرا ما شكل التمويل عقبة أمام التجمعات الإقليمية وقوات محاربة الإرهاب، ورغم تعهدات الممولين بتقديم المساعدات لتجمع الخمس في الساحل، وتمويل خطته التنموية، التي تعهد لها 2018 خلال قمة بنواكشوط، بمليار ونصف المليار يورو، إلا أن معظم التعهدات لم يتم الوفاء بها.

ولم تحمل قمة التحالف من أجل الساحل بنواكشوط، الجديد بهذا الشأن، فقد ركزت فقط على مواصلة التعبئة المالية، دون التعهد بأي تمويل جديد.

وركز البيان الختامي في عمومه على الإشادة بالضربات التي تلقتها المجموعات المسلحة مؤخرا، من خلال مقتل أحد قادتها، وأسر آخر، وعلى استمرار تعزيز التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وتعزيز جهود التنمية.

وبدا لافتا تركيز الأوروبيين على مسألة حقوق الإنسان في المنطقة، والتحذير من الاستمرار في قتل المدنيين على أيدي الجيوش الوطنية في المنطقة، والذين قتل 580 منهم في مالي وحدها منذ مطلع 2020.

كما ركزوا على تقوية دولة القانون قائلين إنها الأساس في محاربة التطرف والإرهاب .