من أجل الوصول إلى جبال الذهب مورتانيون يحفرون الأرض

عرف الموريتانيون على مر التاريخ استغلال ثروات متعددة ومتنوعة، منها ما كان متاحا للعموم، كالماشية والزراعة والصيد، ومنها ما استاثرت الدولة باستخراجه وتصديره، كالحديد والنحاس والنفط... وغيرهم.

وخلال العقود الأخيرة اكتشفت شركات التنقيب العالمية مخزونا هائلا من الذهب، وتولت شركة كينروس الكندية استخراجه من منطقة تازيازت وفق اتفاقية مبرمة مع الحكومة الموريتانية.

غير أن الموريتانيين سرعان ما قلدوا بلدانا أخرى نشطت فيها عمليات التنقيب التقليدي التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل الموريتانيين خلال السنوات الأخيرة.

ومع مرور الايام اتسعت دائرة التنقيب لتشمل مناطق واسعة في الشمال الموريتاني، من منطقة تازيازتالواقعة بين ولايتي  داخلت نواذيبو وانشيري  إلى مناطق متاخمة للحدود الجزائرية بولاية تيرس زمور، فضلا عن جيوب في ولايات لبراكنه وگيدي ماغة والحوضين.

فى المرحلة الأولى من رحلات التنقيب التقليدي عن الذهب كانت منطقة "احميم" القبلة التي ولى الجميع وجوههم شطرها، وقد منحت الدولة حينذاك تراخيص التنقيب فيها ب مبلغ 100 ألف اوقية قديمة لصالح فربق ينكون من خمسة أفراد، لكن الترخبص يحمل اسم شخص واحد من المجموعة، وغالبا ما يكون المستثمر الأكثر سهما في رحلة يتقاسم الفربق تكالفها الباهظة في أغلب الحالات.

كانت مدينة الشامي المستحدثة، والتي تقع قرب منتصف الطربق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو، مركز الانطلاق نحو التنقيب، حيث يتم تسجيل الافراد والسيارة والمعدات والوجهة التي قد يلتزم كثيرون بالبقاء فيها، فقد دخل البعض مناطق تابعة لشركة "تازيازت"، وخاضوا معارك شرسة مع قوات الدرك المرابطة هنالك.

وتختلف أجهزة التنقيب بحسب الجودة والسعر، لكن الجهاز الذي اصطلح المنقبون على تسميته بالوحش شهد إقبالا كبيرا من قبل مقتني الأجهزة نظرا لسعره المتوسط، ومن خلال استطاع البعض الحصول على كميات معتبرة من الذهب.

وبعد "احميم"، التي تم استنزافها بشكل لافت، كانت منطقة "الدواس"، حيث استطاع البعض الحصول على كيلوغراماتمن الذهب، وأطلق المنقبون تسميات على مناطق التنقيب هنالك، مثل: 

تفرغ زينه 1

تفرغ زينه 2

تفرغ زينه 3

حيث استطاع بعض المنقبين العثور على عدة كيلوغرمات من الذهب، ومنهم ولد كنكو وولد ابيطات، على سبيل المثال، وهما اسمان اشتهرا كثيرا في أوساط المنقبين عن الذهب، غير أن شركة تازيازت تعاقدت مع الدولة لشراء تلك المناطق، زبات طرد المنقبين التقليديين منها مسألة وقت، كما يقول البعض.

ولم يقف طموح المنقبين عند "الدواس"، بل إن الكثيربن منهم عبروا حدود ولاية تيرس زمور

حتى انهم اتجهوا إلى منطقة بالقرب من مدينة ازويرات قبل يتوغلوا كثيرا باتجاه الشرق والشمال الشرقي، بل إن البعض ولى وجهه شطر مگطع لحجار وامبود وسيليبابي... والقائمة تطول.

ويقول المنقبون إن احتياطي الذهب في ولاية تيرس زمور تم اكتشافه من قبل مواطن يدعى الشيباني ولد العتيق، الذي عثر على ما اصطلحوا على يسمى العروق، بلغة المنقبين، وهى سلسة صخرية متشابهة، فاستطاع الرجل كسب عشرات الملايين قبل أن تصله طلائع الباحثين عن الذهب.

طريق التنقيب عن الذهب ليست محفوفة بالزهور، فعلاوة على المشقة الكبيرة والصبر والتحمل، كثيرا ما تصاحبها حوادث سير خطيرة أو انهيارات أرضية مميتة، بعيدا عن الإسعاف والمستشفيات. 

 المنقبون أقاموا سوقا رئيسية لتجارة الذهب والتجارات الموازية له في مدينة الشامي، حيث يتم استجلاب الحجارة من مناطق التنقيب والقيام بتصفية الذهب عبر استخدام مادة الزئبق، ويتحدث البعض عن استخلاق غرام أو غرامين من الذهب من كل خنشة حجارة، في حين يستثمر آخرون في سيارات تستأجر لنقل الحجارة، وصهاريج لبيع المياه وشاحنات تحمل التجارة إلى مناطق التنقيب.

 وداخل مدينة الشامي نشط الاستثمارات في البقالات والمطاعم ووكالات تحويل الأموال وبيع قطع غيار السيارات، كما انتعشت الحركة داخل المدينة لينشط الاستثمار في سيارات الأجرة.

 

تقرير: جمال السالك