وسط محاولات أمريكية… هل ترضخ موريتانيا لمحاولات التطبيع مع إسرائيل؟

ظل المساعي الأمريكية الأخيرة لدفع العديد من البلدان العربية إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وإقامة اتفاقيات سلام مع تل أبيب، كشفت العديد من التقارير أن واشنطن تسعى لمد تحركاتها إلى بعض البلدان الأفريقية.

ورغم إعلانها دعم الموقف الإماراتي والبحريني في توقيع اتفاقيات السلام، غابت موريتانيا عن حفل الإعلان الرسمي للتطبيع، فيما تؤكد تقارير إعلامية أن ضغوطا أمريكية تمارس على موريتانيا من أجل التطبيع مع إسرائيل. وفيما يخص موقفها من التطبيع، أعلنت موريتانيا دعمها لدولة الإمارات في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة.

وقالت الحكومة الموريتانية في بيان، إن “موريتانيا واثقة في أن الإمارات ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية خاصة الشعب الفلسطيني ومعاناته جراء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي”.

ترحيب موريتاني

وأضاف البيان أن “الإمارات وبحكم ما عرف عنها من حكمة وحسن تقدير ستتخذ كافة التدابير والضمانات في سبيل استعادة الفلسطينيين حقوقهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وشددت الخارجية الموريتانية على أن “للإمارات السيادة المطلقة، والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها وفق مصالحها الوطنية من جهة، ومصالح العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة من جهة ثانية.

وأكد البيان أن “الموقف الموريتاني تجاه الإمارات يأتي تقديرا منها لروابط الأخوة والعلاقات التاريخية بين موريتانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وثقة منها في حكمة وحسن تقدير قيادتها وما قدمته من تضحيات كبيرة وخدمات جليلة لصالح القضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص”.

موريتانيا تنظر إلى مصلحتها الدان ولد عثمان، عضو مجلس النواب الموريتاني، وعضو لجنة التحقيق البرلمانية، قال إن “موريتانيا تنظر بشكل رئيسي إلى مصلحتها ومصلحة شعبها، وهذا فوق كل الاعتبارات”.

وأضاف في تصريحات صحفية “: “في الوقت الحالي، ليس هناك أي حديث رسمي عن اتفاقيات سلام يمكن توقيعها مع إسرائيل، ولا حديث يدور في أروقة الحكومة أو الرئاسة عن تغيير السياسة”. وتابع: “ليس هناك أي تحركات حالية من أجل التطبيع، لكن رغم التحركات لبعض الدول العربية، نستبعد تماما أن يتم أمر مماثل في موريتانيا، على الأقل في الوقت الراهن”. من جانبه قال عضو مجلس النواب الموريتاني، أباب ولد بنيوك: “من المستبعد أن تكون دولة موريتانيا بصدد تغيير سياساتها تجاه القضية الفلسطينية”.

وأضاف في تصريحات صحفية أن “الحديث عن أي ضغوط دولية قد لا يجدي نفعا، حيث أن موريتانيا ليست مضطرة إلى تحويل وجهتها ضد فلسطين”. وتابع: “وما يزيد من هذا التوجه، هو أن المحيط المغاربي والأفريقي لموريتانيا، لا يزال بعيدا كل البعض عن مبادرات التطبيع مع إسرائيل، التي تسعى أمريكا لنشرها”.

علاقات قديمة

وسبق لموريتانيا أن أقامت علاقات مع إسرائيل تحت ضغوط أمريكية عام 1999 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع، وظلت هذه العلاقات مرفوضة من كل أطياف الشعب الموريتاني، ومحل انتقادات من جانب السياسيين الذين ظلوا يطالبون بوقف التطبيع مع إسرائيل، معتبرين أنه أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الانقلاب على حكم ولد الطايع. وفي عام 2009، اتخذ الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، قرارا بتجميد العلاقات مع إسرائيل احتجاجا على الحرب على غزة، ثم لاحقا طرد موظفي السفارة الإسرائيلية في نواكشوط وإمهالهم 48 ساعة لمغادرة موريتانيا، وإغلاق السفارة الإسرائيلية رسميا في وقت لاحق، لتنتهي بذلك كل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين رسميا، اعتبارا من 21 مارس 2010