في 10 سنوات.. 7 عمليات عسكرية فرنسية في إفريقيا (انفوغرافيك)

عمليات عسكرية رئيسية قادتها فرنسا في القارة الإفريقية، في السنوات الـ 10 الأخيرة، بحسب إحصاء خاص بالأناضول. 

بعض تلك العمليات يندرج في إطار المبادرات الدولية، مثل "سانغاريس" (في إفريقيا الوسطى)، والتي تخطّط باريس لإنهائها خلال العام الجاري، بحسب التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، أو هارمتان" في ليبيا (جزء من العملية العسكرية الدولية لحماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات الرئيس السابق معمّر القذافي). 

أمّا البعض الآخر، فيندرج ضمن المبادرات الفرنسية، ويضم 5 من أبرز العمليات العسكرية، وهي "برخان" في الساحل الإفريقي، و"سرفال" في مالي، و"إيبرفييه" في تشاد، إضافة إلى "ليكورن" في كوت ديفوار، و"بوالي" في إفريقيا الوسطى. 

وتختلف مجمل هذه العمليات عن القواعد العسكرية الفرنسية أو أجهزتها أو غيرها من البعثات المنتشرة في القارة السمراء، من ذلك بعثة "كوريمب" في خليج غينيا، والهادفة إلى دعم العمليات العسكرية الغينية في مواجهة القرصنة البحرية.

وفي ما يلي أبرز العمليات الفرنسية في إفريقيا:

1)- عملية "برخان" (أغسطس/آب 2014 حتى الآن): 

استلمت عملية "برخان"، المشعل عن عمليتي "سرفال" و"إيبرفييه"، في كل من مالي وتشاد، في الأوّل من أغسطس/آب 2014، لتتّخذ بعدا إقليميا برّرته مصالح فرنسا الإستراتيجية في الساحل الإفريقي والتهديدات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها، الإرهاب. 

وترتكز المقاربة الإستراتيجية لهذه العملية العسكرية التي تغطي 5 بلدان إفريقية هي بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، على "منطق الشراكة"، بين هذه البلدان. وتضمّ هذه القوّة نحو 3 آلاف و500 جندي مكلّفين بمطاردة المجموعات الإرهابية الناشطة في الساحل الإفريقي، وموزّعين على 5 قواعد متقدمة مؤقتة، و3 نقاط دعم دائمة ومواقع أخرى، سيّما بالعاصمة البوركينية واغادوغو وعطار الموريتانية، بحسب وزارة الدّفاع الفرنسية. 

وإلى ما تقدّم، تنضاف نحو 20 طائرة هليكوبتر و200 مركبة لوجستية و200 مدرعة و6 طائرات مقاتلة و3 طائرات بدون طيار و10 طائرات للنقل، وفقا للمصدر نفسه. 

2)- عملية "سانغاريس" (ديسمبر/كانون الأول عام 2013 حتى الآن): 

في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، انطلقت عملية "سانغاريس"، في إفريقيا الوسطى، في إطار الأزمة الطائفية التي هزت البلد الأخير، وذلك بقرار من الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، وبموافقة من منظمة الأمم المتحدة، لتتسلّم المشعل عن عملية "بوالي". 

وبحسب القرار الأممي الصادر بشأنها، فإنّ مهمّة هذه العملية تشمل "دعم البعثة الأممية في إفريقيا الوسطى (ميسكا) في تنفيذ مهامها"، ما يعني أنّ العملية الفرنسية مكلفة بحماية المدنيين، واستعادة الأمن والنظام، وتحقيق الاستقرار في البلاد، واستعادة سلطة الدولة على كامل أراضيها، بالإضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بحسب نصّ القرار. 

وحاليا، تضم عملية "سانغاريس" نحو 900 جندي، مع أنّ الرقم نفسه كان، عند بلوغ الأزمة ذروتها في إفريقيا الوسطى، في حدود الألفين و500 رجل. وخلال العام الجاري، تتطلّع فرنسا إلى تخفيض قواتها إلى حدود 300 جندي، أي عدد الجنود نفسه في عملية "بوالي"، وفقا للتصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الفرنسي. 

3)- عملية "سرفال" (يناير/كانون الثاني 2013 –يوليو/تموز 2014) 

نشرت هذه القوة العسكرية الفرنسية بطلب من حكومة باماكو، لمواجهة تفاقم الأزمة في المالي، إثر الإنقلاب العسكري في مارس/ آذار 2012، في إطار مهمّة تقضي بمساعدة قوات الجيش المالي على وقف تقدم الجماعات المسلحة، من المنطقة الشمالية للبلاد، وضمان سلامة المدنيين.

ولتصفية المتمرّدين المتحالفين، في تلك الفترة، مع التنظيمات المتطرّفة، حشد الجيش الفرنسي قواته الخاصة المتمركزة في منطقة الساحل الإفريقي، والتابعة لجيوش البر والجو والبحر.

وعقب إنتهاء المعارك في أبريل/نيسان عام 2014، تم التخفيض تدريجيا في عدد جنود "سرفال"، والذين وصلوا إلى حدود الـ 4 آلاف عسكري، لتحل محلّها البعثة الأممية التي تحوّل اسمها من "ميسكا" إلى "مينوسما".

وفي أغسطس/آب 2014، انتهت "سرفال"، التي خلفت بدورها عملية "ايبرفييه"، لتفسح المجال لـ "برخان". 

4)- عملية "هارمتان" (من 17 إلى 31 مارس/آيار 2011): 

بموجب تفويض من الأمم المتحدة، انطلقت عملية "هارمتان"، اثر اندلاع الثورة الليبية عام 2011، لوضع حد للـ "المجازر"، التي كانت تقترف، حينها، بحق المدنيين. 

ومنح القرار رقم 1973، والذي اعتمده مجلس الأمن الدولي، في 18 مارس/آذار 2011، الضوء الأخضر لتدخل عسكري دولي في ليبيا للتصدّي لنظام القذافي. 
وحشدت عملية "هارمتان"، أسطولا جويا باشر عملياته من قواعد جوية متقدمة (اليونان، إيطاليا) أومن فرنسا، بمعدل "15طائرة في اليوم".

كما سخرت قوة المهمّات 473 التابعة للبحرية الفرنسية، عتادا بحريا وجويا هاما، لتنتهي العملية، في 31 مارس/ آذار من العام نفسه، وتواصل مهامها تحت يافطة عملية "الحامي الموحّد"، والتي نفّذها الحلف الأطلسي في ليبيا (ضمّت كلاّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا)، إلى غاية الـ 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2011، أي إثر 11 يوما من مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي.

5)- عملية "ليكورن" (سبتمبر/أيلول 2002- يناير/كانون الثاني 2015) 

استنادا إلى اتفاقيات الدفاع الموقّعة مع كوت ديفوار، نشرت فرنسا، في سبتمبر/ أيلول 2002، قوة "ليكورن" العسكرية في وقت كان فيه البلد الأوّل غارقا في أتّون حرب أهلية وضعت في المواجهة شمالا خاضعا لسيطرة المتمرّدين وجنوبا تهيمن عليه القوات الموالية لسلطات البلاد، وذلك في أعقاب محاولة انقلاب. 

وخلال الأسابيع الأولى، اقتصرت أهداف العملية الفرنسية على "تأمين الرعايا الفرنسيين" المتواجدين بكثرة في كوت ديفوار. لكن، ومع تصاعد وتيرة العنف، وبطلب من المجتمع الدولي، "تطور الحضور العسكري الفرنسي، خلال أسابيع قليلة، ليتّخذ شكل قوّة لحفظ للسلام بين قوات الجيش الإيفواري والمتمردين"، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية. 

ووفقا للمصدر نفسه، فإنّ حجم هذه القوّة يتغيّر بحسب الحاجة. فـ "في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وفي ذروة الأزمة الإيفوارية، ضمّت نحو 5 آلاف جندي، ثم، وإثر "بلوغ" الأهداف المرجوة، قامت فرنسا، مطلع 2015، باستبدال "ليكورن" بقاعدة عسكرية متقدمة أطلقت عليها اسم "القوات الفرنسية في كوت ديفوار". 

6)- عملية "بوالي" (أكتوبر/تشرين الأول 2002/ ديسمبر/كانون الأول 2013): 

"بوالي"، التي سبقت عملية "سانغاريس"، كانت تتكفل بدعم تأسيس أول قوة إفريقية متعددة الجنسيات في إفريقيا الوسطى، التابعة لـ "المجموعة الاقتصادية والنقدية لمنطقة وسط إفريقيا" (سيماك).

ففي أعقاب الانقلاب الذي نفذه مسلحو "السيليكا"، ضد الرئيس فرنسوا بورزيزيه (2003- 2013)، في مارس/آذار 2013، عززت فرنسا قوة "بوالي"، في العاصمة بانغي، بهدف حماية الرعايا الفرنسيين في إفريقيا الوسطى، ليصل عدد الجنود في المدينة المذكورة، إلى 500 عسكري، بعد كان في حدود 300 رجل. 

غير أنّ تأزم الأوضاع الأمنية في البلاد وارتفاع منسوب العنف، دفعا فرنسا الى تعويض "بوالي" بـعملية "سانغاريس". 

7)- عملية "ايبرفييه" (فبراير/شباط 1986- يوليو/تموز 2014): 

انتشرت قوة "ايبرفييه" في تشاد، في فبراير/شباط عام 1986، بطلب من سلطات البلاد، في إطار النزاع المندلع بين ليبيا وتشاد، ضمن مهمّة تقضي بحماية مصالح فرنسا، وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الجيش والأمن التشاديين. 

وبحسب موقع وزارة الدفاع الفرنسية، فقد بلغ عدد جنود قوة "ايبرفييه"، قبل أشهر قليلة من انتهاء مهامها، نحو 950 عسكري، موزعين على قوات برية (320 جنديا و80 سيارة)، وأخرى جوية (150 جنديا وحوالي 12 طائرة بقاعدة نجامينا)، وقاعدة دعم مشتركة تقدم الدفع الميداني والفني للوحدات المتمركزة في مختلف المواقع.