تحول الأطعمة الصحية إلى مواد مسرطنة

في الوقت الذي يعزى ما بين 5-10% من جميع حالات الإصابة بالسرطان إلى المشكلات الوراثية، يرجع الباحثون نسبة 90-95% إلى عوامل البيئة المحيطة وأنماط الحياة..

 

وعندما يأتي الأمر إلى الطبخ والنظام الغذائي، يمكنك ببساطة تجنب عوامل الخطورة واستبدالها بخطوات السلامة الغذائية الأساسية.

 

 

تشير الأبحاث إلى أنه يمكن الوقاية من حوالي 30-40% من حالات السرطان في جميع أنحاء العالم باتباع نمط حياة ونظام غذائي صحي يغلب عليه الفواكه والخضراوات بحسب المكتبة الوطنية الأميركية للطب.

 

الشواء

يقطر اللحم دهونا ذائبة أثناء الشواء، والذي نراه كدخان مميز يحمل رائحة الشواء المعروفة، يحتوي على المُركب كيميائي PAHs (الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات) وهو مركب ثبت علميا تسببه في إصابة الحيوانات المخبرية بالسرطان.

 

وينتج عن الشواء والتحمير ذلك المركب الكيميائي عند تعرض اللحوم لدرجة حرارة مرتفعة (300 درجة فهرنهايت أو أعلى) لفترات طويلة.

 

عندما يغلف دخان الشواء قطع اللحوم أثناء عملية الطهي، فإنه ينقل ذلك المركب الكيميائي إلى اللحم، مما قد يتسبب في الإصابة بسرطان القولون والبنكرياس والبروستاتا بحسب نيوتريشن لايف NutritiousLife المعنية بالأنماط الغذائية الصحية.

 

شواء آمن

ينصح الباحثون بعدة خطوات لتجنب انبعاث المواد المسرطنة في اللحوم، تبدأ بشراء قطعة لحم خالية من الدهون، فهي المكون الرئيسي الذي يتفاعل مع اللهب في إنتاج المواد المسرطنة، كما ينصح بتقليل اللهب قدر الإمكان وتحضير اللحوم على نار هادئة وتجنب تعرض اللحوم لأي حروق تؤدي إلى تكون طبقة سوداء حال طهيها على الفحم أو الشواء.

 

وينبغي تتبيل اللحوم بأعشاب وتوابل مثل الكركم والريحان وإكليل الجبل والزعتر، التي تتضمن مضادات أكسدة تحول دون تكون المواد المسرطنة.

 

لتجنب انبعاث المواد المسرطنة في اللحوم يجب اختيار قطعة خالية من الدهون (دويتشه فيلله)

 

 

القلي العميق

تتفاعل بعض الأطعمة مع درجات الحرارة المختلفة لتكون مواد كيميائية جديدة، عندما يتم تسخين بعض الخضراوات مثل البطاطس وفتات الخبز "البقسماط" (Breadcrumbs) المستخدم في تغليف الدجاج المقلي في درجات الحرارة العالية، فإنها يمكن أن تنتج مادة كيميائية تسمى الأكريلاميد.

 

وبحسب دراسات نشرت في مجلة ويب ميد الطبية التي أجريت على فئران تمت أضافة مادة الأكريلاميد في مياه الشرب الخاصة بهم، فقد أصيبت كافة فئران التجارب بالسرطان، لذلك أوصى الباحثون بعدم تعريض البشر لكميات كبيرة من الأكريلاميد لتجنب الإصابة بالسرطان.

 

ولتجنب انبعاث مادة الأكريلاميد إلى الطعام يمكن الحد من تناول الطعام الذي يُحضر عن طريق القلي والتحمير، وتحديدا الأطعمة المحمصة التي تصبح ذات اللون البني الداكن بدلاً من البني الذهبي، أو تجنب القلي العميق.

 

اللحوم المصنعة

تحتوي النقانق والسلامي واللانشون، وأي من اللحوم التي تم تصنيعها من خلال التمليح أو التبخير أو التدخين، خاصة المضاف إليها النكهات الاصطناعية، على مواد يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون بحسب مجلة ويب ميد الطبية.

 

وتوصل الخبراء إلى هذا الرأي من خلال النظر في أكثر من 800 دراسة نشرت بالعديد من الجامعات، كما أشارت إحداها التي أجرتها جامعة غلاسكو إلى أن تناول اللحوم المصنعة يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي.

 

يستخدم النيتريت في اللحوم المصنعة مادة حافظة للحد البكتيريا التي تنمو في اللحوم، كما أكدت لـ "بي بي سي فيوتشر" (BBC Future) الدكتورة كيت ألن المديرة التنفيذية للعلوم والشؤون العامة في الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أنه "ليست النترات وحدها ما تسبب السرطان، بل الطريقة التي يتم طهي الطعام بها، حيث تتفاعل النترات في اللحوم المصنعة مع البروتينات (الأحماض الأمينية على وجه التحديد) عند طهيها في درجات حرارة عالية، وهذا يؤدي إلى تكون مركبات كيميائية مسببة للسرطان".

 

تناول اللحوم المصنعة يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي (بيكسلز)

 

 

خضراوات يجب عدم إعادة تسخينها

رغم كل هذا الغضب حول اللحوم المصنعة، قد يتصور البعض أنها المصدر الرئيسي للنترات في نظامنا الغذائي، ولكن في الواقع فقط حوالي 5% من النترات في النظام الغذائي الأوروبي تأتي من اللحوم المصنعة، مقابل أكثر من 80% من الخضراوات.

 

تعد السبانخ والكرفس والبنجر واللفت والجزر من الخضراوات الغنية بالنترات والتي تعد صحية في حالتها الطازجة دون طهي أو تعرض للحرارة، ولكن عند إعادة تسخينها بعد طهيها في المرة الأولى، يمكن لهذه النترات أن تتحول إلى نيتريت لتصبح تلك الأطباق محتوية على المواد المسرطنة المعروفة.

 

الدجاج أيضا

تضمنت معايير السلامة الغذائية الخاصة بهيئة الزراعة الأميركية توجيهات بعدم إعادة تسخين الدجاج، وقد وضع الباحثون قواعد بسيطة لطهي الدجاج، أولها عدم تركه نيئا خارج الثلاجة حتى وإن كان من أجل إذابة التجميد، بينما يجب أن يتم إجراء هذه العملية من خلال الخفض التدريجي لدرجات الحرارة حيث يوضع الدجاج المجمد في الثلاجة ليلة قبل الطبخ، وتتم تغطية الدجاج المطبوخ ويقدم خلال ساعة من الطهي.

 

وعند إعادة التسخين يتم تسخينها بدقة في درجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية/ 165 درجة فهرنهايت، ويعاد تسخينها مرة واحدة فقط وإلا يستخدم باردا مع السلطات. وأضاف الباحثون أنه لا يسمح بخلط دجاج مطبوخ مع آخر جديد نيئ لأن ذلك يلوث الوجبة ببكتيريا لا يمكن التخلص منها.

 

وكشفت أبحاث مستفيضة أن النظام الغذائي الذي يتكون من الفواكه والخضراوات والتوابل والحبوب الكاملة قد يساهم بدرجة كبيرة في الوقاية من السرطان.

 

المصدر : مواقع إلكترونية