أطباء: إصابات لم نشهد مثلها بسبب الغارات الروسية

بعد خمس سنوات من الحرب في سوريا، ظن الأطباء الذين يعملون في مستشفى على الحدود التركية ـ السورية انهم رأوا كل شيء، ولكن الضربات الجوية الروسية التي بدأت اواخر العام الماضي دفعتهم الى تغيير رأيهم برسالة تقول إن هناك ما هو اسوأ، وأكدوا انهم الآن يعالجون جروحًا لم يروا لها مثيلاً لها من قبل.

وقال الدكتور عادل إن الغارات الجوية الروسية تسبب جروحًا من الشديدة حتى ان الكادر الطبي اخذ يعمل في نوبات على مدار الساعة للتعامل مع شدة الاصابات وعددها.

واضاف الطبيب الذي يدير مركزًا لإعادة تأهيل المصابين قرب معبر اونجوبينار الحدودي التركي، "اننا لم نعد حتى نعالج الجروح ، فالمصابون يأتون ممزقين اربًا اربًا".

وقال عاملون في المركز إن غالبية المصابين من المدنيين بسبب القصف العشوائي لمناطق سكنية، بينها مناطق كان سكانها يبحثون عن ملجأ ضد القصف في اماكن اخرى.  

ويتوزع المصابون من ضحايا الحرب السورية على مستشفيات وعيادات في انحاء المحافظات التركية الجنوبية لا سيما في مدينة كيليس التي تبعد نحو 65 كلم عن الحدود السورية.  

وقال مدير مركز طبي، وهو سوري مثل الدكتور عادل والأطباء الآخرين، إن المركز يستقبل اصابات "شديدة جدًا"، وان معدل عمليات بتر الاطراف ارتفع بحدة. 

واضاف المدير الذي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة الديلي تلغراف "ان اعصابنا تنهار احيانًا فهؤلاء هم اهلنا وعائلاتنا هي التي تهرب".

وقال مسعف: "حين نعود الى سوريا ذات يوم سنعرف عدد من بُترت اطرافهم وعدد الأرامل وعدد اليتامى الحقيقي، وحينذاك سنعرف ما فعلته بنا الحرب". 

وتحدث مقاتلون جرحى يرقدون في المستشفيات قائلين إن الغارات الجوية الروسية احدثت تغييراً جذريًا في موازين القوى في حلب.  واوضح مقاتل رفع البطانية ليكشف عن جرح فاغر في ساقه انه "حين كان النظام وحده يقصفنا كانت طائرة أو طائرتان تنطلقان على ارتفاع منخفض لقصف قرانا وينتهي الأمر، لكن الروس يقصفوننا باستمرار".

واجبر القصف وتقدم قوات النظام اكثر من 35 الف سوري على النزوح، وهم يعيشون الآن في ظروف مزرية على الحدود التركية المغلقة.  

وقدر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أن مليونًا آخرين يمكن ان ينزحوا من حلب والمناطق المحيطة قائلاً إن بلده اصلاً لم يعد قادرًا على استيعاب المزيد من اللاجئين.  

وفي مخيم قرب معبر اونجوبينار الحدودي التركي قال لاجئون سوريون إن المركبات التي يعيشون فيها تهتز كل ليلة من شدة القصف. وتحدث آخرون قائلين ان اقاربهم على الجانب السوري من الحدود المغلقة يستعدون للعودة الى القرى التي نزحوا منها والموت فيها.  

وقال ابو محمد لصحيفة الديلي تلغراف، "إن ابنائي عرفوا انهم لن يمروا فعادوا الى بيوتهم واتمنى ان اذهب معهم، فأنا لست افضل منهم وهم لا يستحقون الموت أكثر مني". 

ميدانيًا، قال ناشطون من المعارضة إن اشتباكات عنيفة تدور حول قرية رتيان شمال حلب.  واعلن مسؤول في جبهة الشام ان طائرات النظام والطائرات الروسية نفذت اكثر من 150 غارة على ثلاث قرى تقع بين منطقتين تسيطر عليهما قوات النظام واتصلتا جغرافيًا في هجوم خاطف الاسبوع الماضي.  

واعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة الشام محمد ياسر "ان نظام الأسد وجيشه انتهوا منذ عامين، ونحن الآن نقاتل ميليشات طائفية وروسيا". 

ويرى محللون ان معركة شمال حلب يمكن ان تكون منعطفًا في الحرب. فهي الى جانب تهديد مواقع المعارضة في عموم محافظة حلب يمكن ان تضع مناطق واسعة على الحدود التركية ـ السورية تحت سيطرة القوات الموالية للنظام في غضون أشهر.
-