الإعلام الإسرائيلي يعترف: “محور حم... اس” المُقاوم انتصر...

الإعلام الإسرائيلي يعترف: “محور حم... اس” المُقاوم انتصر.. ما الذي دفعه لإصدار هذه النّبوءة بعد ستّة أيّام من بدء المعارك؟ ولماذا جانب الصّواب اللواء الرجوب عندما هاجم العرب لعدم اتّصالهم بالرئيس عبّاس؟ وما هي المُفاجأة التّالية لأيّ وقف لإطلاق النّار؟

عبد الباري عطوان
عندما نُشاهِد عبر شاشات التّلفزة المِئات من المُستوطنين الإسرائيليين يهربون بهَلعٍ وبملابس البحر، نساءً ورجالًا وصبيانًا، بحثًا عن ملجأ بعد سُقوط مِئات من صواريخ المُقاومة القادمة من قطاع غزّة كالصّواعق على تل أبيب انتِقامًا لأُسرة “أبو حطب” وشُهدائها العشرة (بينهم ثمانية أطفال)، وفي الذّكرى الثّالثة والسبعين لاغتِصاب فِلسطين، نسأل: هل هذه هي إسرائيل العُظمى مثلما كان يتباهى نِتنياهو أمام العالم، وهل هذه الدّولة ما زالت قابلة للحياة؟
قبل أشهرٍ فقط، كان الإسرائيليّون وبعض حُلفائهم المُطبِّعين الجُدد يحتفلون “بسلام أبراهام” اعتِقادًا أنّ القضيّة الفِلسطينيّة ماتت، وشعبها استسلم، ورفع الرّايات البيضاء، وأنّها، أيّ دولة الاحتِلال، ستكون البديل لحِماية هؤلاء المُطَبِّعين، وها هِي الصّواريخ الفِلسطينيّة “المُباركة” تفضح سُوء تقديرهم، وفشلهم المُزدوج العسكريّ والاستِخباريّ، وتدفع أكثر من ستّة ملايين مُستوطن يهودي للعيش في المَلاجِئ، وعلى رأسِهم نِتنياهو وأعضاء حُكومته الأمنيّة المُوسّعة.
“إسرائيل” كانت تُقاتِل وتَقتُل، وهي مُطمئنّة بأنّ يدها هي العُليا، وأنّه لن يكون هُناك أيّ يد فوقها، لأنّ صواريخ المُ.. قاومة “عبثيّة” أو “مواسير” لا يزيد مَداها عن كيلومتر واحد وبِلا رُؤوسٍ مُتفَجِّرة في أفضلِ الأحوال، وها هي الصّواريخ تَصِل إلى كلّ بُقعةٍ في فِلسطين المُحتلّة، وتَقلِب كُل مُعادلات القوّة والرّدع، وسُبحان مُغَيِّر الأحوال.
***
معقول أنّه بعد 73 سنة لا تملك “إسرائيل” مطارًا آمِنًا، لأوّل مرّة مُنذ قِيامها، وكُل طائرات المُطبِّعين لا تَجِد مهبطًا، ولا يَجِد سُفراؤها مفَرًّا للهرب من صواريخ المُقاومة للنّجاة بحياتهم والعودة إلى بلادهم.
نُتابِع الاعلام الإسرائيلي يوميًّا، والنّغمة الطّاغية هذه الأيّام تُؤكِّد أنّ الحُلُم الصّهيوني انهار، وأنّ الجيش الإسرائيلي الذي لا يُهزَم انهزم، وأنّ حِلف المُقاومة الذي تقوده حركة “حماس” مُمثّلةً بزعيم جناحها العسكريّ محمد الضيف ومُقاتليه انتصر، بعد أقل من ستّة أيّام فقد من بَدء المعارك، ومُستَعِدٌّ لمُواصلة الحرب، وإطلاق الصّواريخ لستّة أشهر، وهُناك توقّعات عسكريّة تُفيد بأنّ صواريخ “القبب الحديديّة” قد تنفذ قبل صواريخ المُقاومة بكثير، وهذا ما يُفَسِّر هرولة الإدارة الأمريكيّة إلى القاهرة والدّوحة استِجداءً لوقف إطلاق النّار بأسرعِ وَقتٍ مُمكن.
إسرائيل تُقاتِل اليوم على ثلاث جبَهات فِلسطينيّة في الوقتِ نفسه، الأُولى في المناطق المُحتلّة عام 1948، والثّانية في الضفّة الغربيّة، والثّالثة في قِطاع غزّة، وهذه الجبَهات ستظل ساخنة، بل مُلتهبة، حتّى لو جرى التَّوصُّل إلى اتّفاقٍ لوقف إطلاق النّار، فانتِفاضة الحجر المُقدّس الأُولى عام 1987 استمرّت ثلاثة أعوام، والثّانية أربعة، والثّالثة ربّما أكثر، لأنّ المارد الفِلسطيني خرج من القُمْقُم ولن يعود إليه إلا بعد تحقيق النّصر بإذن الله.
نَستغرِب صرخة اللواء جبريل الرجوب على شاشة تلفزيون فِلسطين وهُجومه الشّديد على الحُكّام العرب الذين لم يُبادروا للاتّصال بالرئيس عبّاس في المُقاطعة في رام الله، ونسأل لماذا يتّصلون ومُعظمهم يَقِفون مع دولة الاحتِلال، ولأنّ الرئيس عبّاس لا يُرابِط في خندق تحت الأرض خلف بطّاريّات الصّواريخ التي تَقصِف تل أبيب، الاتّصالات تتم مع المُقاومين الذين يَقِفُون في خندق المُقاومة، ويُؤمنون أنّ الصّواريخ العبثيّة هي اللّغة الوحيدة للتّعاطي مع الاحتِلال، وليس المُفاوضات .