من اشهر قصص المخدرات فى بلدنا.. ( الحلقة 2 )

أرسلت العصابة مع مينيى الشرطى نحو المرحاض ليتوضأ..وهنا تدخلت العناية الربانية لتكشف كربه وتضع حدا لخطورة الموقف الذى تكبله حباله فحركت أناملها فؤاد وكيل الشرطة فتدفقت فى سفوحه سيول الشفقة والرحمة على "ول السودانى" وبدل أن يسوقه نحو المرحاض دفعه بعد ان غاب عن أعينهم نحو باب االسلم وقال له (أهرب يكلع اهلك الناس لاهي يكتلوك)..

وهنا لم تصدق عيناه سرعة الفرج الذى حظي به..لكن رجلاه فعلت ذلك وانطلقت به نحو السلم كالريح خفة..ثم ركض خلفه الشرطي على هيئة المطارد له وعند وصولهم إلى السطح أخرج الشرطي مسدسده وأطلق رصاصات فى الهواء وهو يصيح بالفرنسية "الشرطة..الشرطة" موهما العصابة فى المنزل أن الشرطة تنفذ عملبة ضدهم وهنا دب الرعب فى نفوسهم وتطايرت سيناريوهات كيفة الإعتقال إلى اذهانهم وهكذا تشتت القوم كل يريد النجاة بنفسه فركبوا سياراتهم على جناح السرعة وسابقوا الريح كغزلان لمحت قسمات ضيغم فى ظلام دامس

أما مينى ول السودانى فلم يكن من سيقانه إلا ان واصلت الركض به على سطح المنزل رغم هلعه ..وعندما انتهى السطح لم تلحظ ذلك قبل ان تخطو خطوات فى الهواء ثم استقرت به بين عائلة من (الحراس) بعد ان اخترفت سقف الكوخ الذى يسكنون فيه..وقبل ان تميز الأسرة ملامح الضيف الجديد وهل هو بشر ام مارد سقط من السماح صك مسامعهم بصيحاته " سيد احمد لطايع جابنى لعصابة لاهي يكتلونى..سيدى احمد لطايع جابنى لعصابة لاهي يكتلونى"

ثم خرج من عندهم كما نزل دون ان ياخذوا منه أي خبر..وكان قد استعاد من عقله نتيجة صدمة السقوط ما يهتدى به إلى مفوضة لبشرطة رقم(4) ..وهناك دخل عليهم كما سقط على الأسرة والهلع يسيطر عليه وهو يردد نفس الجملة ( سيدى احمد الطايع حابنى لعصابة لاهي تكتلنى)..وبعد تهدئته وتسكين روعه أخبرهم بالقصة كاملة وهنا وعلى حناح السرعة تحركت إدارة الأمن واعتقلت ول الطايع..بينما ذابت بقية العصابة كالملح ولم تظهر إلا خارج البلاد..

بعد ذلك وبعد أن أمن ر ئيس العصابة أريك على نفسه من الملاحقة قام يزيارة إلى كريم واد ابن الرئيس السنغالى عبد الله واد..وهو صديق شخصى له..ولكن ولسوء حظه علمت به المخابرات وقد صدرت بحقه قبل ذلك مذكرة توقيف دولية ..وعلى جناح السرعة تحركت الشرطة السنغالية بأمر من خصم كريم واد وهو الرئيس السنغالى ماكى صل واعتفلته ..ثم سلمته لموريتانيا ليلتحق فى السجن ببقية خصومة مينى ول السودنى وصيدوا كان الذى اعتقل قبل ذلك قبل أن يلتحق بهم باركله الذى اعتقل لاحقا..

وهناك فى السجن واصل اريك تهديداته لو السودانى ومن جملة تلك التهديدات انه أراه شريط فيديو يظهر فيه اريك نفسه مع أفراد من عصابته وهم يقطعون "خائنا لهم" إلى أشلاء أمام عائلته وقال له هكذا سيكون مصيرك..وهتا وبعد مشاهدة هذا الشريط لم يستطع ولد السوداني أن يصمد وبعد محاولات استطاع أن يقتع أريك ببراءته مع تحمله لجزء من "رزيتهم" ترجمها بعد ذلك فى أقساط شهرية تصل حدود 20 الف اورو..وعندها استطاع أن يحصل على امان من أريك وبالتالى الخروج من تجاذبات القضية

ولأسباب غير معلومة كان باركلة (يحاسن بطة) شيه يومية لولد السوداني يوجع له فيها جلده..ولكن الأكيد بعد ذلك أن مدار القصة بقي بين أريك وباركلة حيث العصابة توصلت إلى قناعة أن هذا الأخير هو العقل المدبر لعملية التحايل عليهم...ولكن ولأن مصاب القوم مشترك ..وكذلك المصير.. فقد أجلوا تصفية حساباتهم..وركزوا جهودهم على إيجاد سبيل يفك عنهم أغلال السجن وقيوده

وهكذا بعد محاولات قادتهم لعرض بإطلاق سراحهم من شخصية قضائية بارزة مقابل 300 مليون اوقية يضعونها فى حسابه توصل القوم أخيرا إلا صفقة مع شخصية أخرى من نفس السلك ...تقوم الصفقة على ان يدفعوا له مبلغ 24 مليون مقابل الإفراج عنهم وتبرئتهم..وهو ماتم لاحقا بالفعل..الأمر الذى سيوفر لهم 48 ساعة من الحرية قبل أن يجوز لأي سلطة توقيفهم..

يتواصل .