تراجع الأمن في سوق العاصمة المركزي.. قصة واقعية

الأمن في العاصمة انواكشوط لطالما تحدث عنه الكثيرون ونفى البعض وجوده وأكدت الجهات الرسمية توفره غير أننا في موقع الصحراء كنا شاهين على قصة تثبت أن التحدي الأمني مطروح بقوة في هذه الأيام.

الزمان يوم السبت 20 فبراير 2016 المكان سوق اكلينيك، الضحية شاب موريتاني في مقتبل العمر، والأبطال لصوص شباب أيضا.

أحمد يعمل في قطاع التعليم خرج كعادته ليأخذ حاجاته من السوق الرئيس بالعاصمة انواكشوط كان غافلا عن جيب فضفاضته (لبنة الدراعة) حيث تسلل أحدهم إليه بين الطاولات التي وضعت عليها الملابس والنعل ومختلف البضائع، ولم يخف الضحية اعتقاده أنه ربما يكون أحد التجار من أصحاب هذه الطاولات انقض على جيبه ليسحب ما وصلت إليه يده، ليخرج اللص يده وقد تطاير متاع الضحية حيث صاح سارق ... سارق .. سارق .. لا أحد ينجد فربما تعود الناس مثل هذه الصيحات التي لا يملكون لأصحابها شيئا فالمجرم يختار ضحيته بعناية لكونه مطمئنا إلى أن المحيطين به لا يتدخلون ويتظاهر كل منهم بأنه مشغول بعمله... فعلا كانت خطة ناجحة والكلام للضحية أحمد.

وبعد مغادرة أحمد مسرح الجريمة ظل يتحدث بها مع البعض للتسلي، ويبدي كل من يحدثهم أسبابه المفترضة لهذه الحادثة من عدم انتباه للمعني أو تزايد حضور اللصوص في مشهد العاصمة.. ما لا يريد الجميع الحديث عنه حسب ضيفنا هو ندرة الطرق في أسواقنا واكتظاظها، وهو ما يسهل التغطية على اللصوص والمجرمين؛ ففي الأسواق والعواصم لا بد من ممرات للناس أما في بلادنا فتوجد بالتأكيد ممرات وطرق كثيرة في السوق وخارج السوق ولكنها باتت محتلة من طرف الباعة الصغار وأصحاب العربات والسيارات في ظل تزايد الفوضى وسيطرة عدم التنظيم أمر إن استمر قد يجلب للمتسوقين مزيدا من المتاعب بخطف ما في جيوبهم ببساطة كما حدث مع ضيفنا المسكين.