الأسوة الحسنة والأسوة السيئة

تكون الأسوة عامل بناء وتعزيز لمقوّمات الفرد والمجتمع والأمة، إذا كانت في محلها الصحيح، وتلك هي الأسوة الحسنة التي تحدث عنها الوحي، وأعلى من شأنها؛ وقد تكون الأسوة معول هدم ودمار لكل المقومات، إذا كانت في غير محلها؛ وتلك هي القدوة السيئة:{إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون….. مقتدون}.

والأسوة الحسنة قسمان:

أ – أسوة مطلقة: وهذه محلها العصمة الخاصة بالمصطفين الأخيار من الأنبياء والرسل، فهم، بتسديد الوحي، لا يفعلون منكرا، ولا يقولون إلا صدقا؛ فقد عصمهم الله من الانزلاق نحو الزلل، ومن الخطأ في التبليغ والبيان؛ فالأسوة فيهم حسنة، غير مقيدة أو مشروطة، كما في قوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}، وقوله: {لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه}؛ وليس لفظ {حسنة} في الآيتين قيدا، بل هو وصف لازم؛ ومصداق ذلك قوله تعالى لسيد الأنبياء وخاتمهم:{أولئك الذين هدى الله، فبهداهم اقتده} بلا قيد او شرط.

ب – أسوة مقيدة: وهذه محلها ما دون الأنبياء والرسل، من العلماء الربانيين، والهداة الصالحين، والدعاة المبلغين، والمربين المصلحين، وكل من عمل صالحًا حسنًا، ملتزما فيه بنهج الأنبياء والرسل؛ ولا تكون الأسوة في هذا القسم حسنة، إلا بقيدها؛ وقيدها هو موافقة الوحي المنزل، إذا تعلق الأمر بأصول العقائد وفروض العبادات؛ وهو التزام المبادئ العامة والقواعد الضابطة للشرع، إذا ما تعلق الأمر بالسلوك، أو بتصريف مفردات الحياة.

الحسن ولد ملاي اعلي