العيد في موريتانيا.. إفلاس، وطلاق، وإغماء (تقرير مصور)

ودع الموريتانيون- على غرار معظم الدول الإسلامية- شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، وفي موريتانيا يتميز العديد غالبا بمخالفات، وأمور سلبية هي أبعد ما تكون عن روح العيد، والفرح، والابتهاج، فلئن كان التكافل الاجتماعي، وتبادل الزيارات، وصلة الرحم يطبع أيام العيد، إلا أن معركة طاحنة تدور قبل ذلك بأيام قليلة، معركة تكون ساحاتها الأسواق، والبيوت، وأسواق المواشي، فحلول العيد بات هاجسا يؤرق معظم أرباب الأسر، فهم يقعون بين مطرقة تدني القوة الشرائية، وسندان كثرة المطالب، تلك المطالب التي تكون غير قابلة للتأجيل، أو النقاش.

 

وأمام هذا الواقع الصعب لا يمر العيد عادة دون أن يتسبب في تفكك أسر، وضياع أطفال، وخراب بيوت، بسبب عدم قدرة الزوج على تلبية طلبات الزوجة التي تكون تعجيزية بالنسبة له، في حين يحاول بعض الرجال تفادي هذا المصير، عبر الاستجابة لتلك المتطلبات، التي تبدأ من الثياب للزوجة، والأبناء، مرورا بمصاريف الأصهار، ولا تنتهي بكبش العيد، بل إن معظم النساء في موريتانيا أصبحن يتخذن من العيد موسما لجني الأرباح بحجة شراء حاجيات العيد، حيث تصر معظمهن على الحصول على مبلغ جزافي لتغطية هذه المناسبة، وهو ما ينتهي ببعض الرجال إلى الإفلاس، أو الوقوع في براثين الديون.

 

المتجول في أسواق العاصمة انواكشوط قبل يوم، أو يومين من العيد يلاحظ الإقبال الكبير من المتبضعين، ومعظمهم من النساء والأطفال، ومع ارتفاع درجات الحرارة، واكتظاظ الأسواق، والزحام، تقع حالات إغماء، خاصة بين الصائمين، وبعد انقشاع غبار معركة العيد تتكشف الساحة عن خسائر كبيرة، كان بالإمكان تفاديها، لو أن الجميع حكم الشريعة الإسلامية، وتعاليم ديننا الحنيف، بدل العادات، والتقاليد، والمباهاة، لكن الجميع يتجاهل الآية الكريمة:(لينفق ذو سعة من سعته ومن قـُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها).صدق الله العظيم.