موجز الكلام ،في تصريح الأمن والإطعام / د.إسحاق الشيخ سيد محمد محم

كثراللغط و الشطط في الأيام الأخيرة حول تصريحات رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، الأستاذ سيدي محمد ولد محم،  وكثر المنددون به والمستنكرين له ، دون أن نجد من ينتاول الموضوع بأسلوب علمي رصين، ويعضدد قوله في تخطئة صاحب التصريح بالأدلة والبراهين ، بل رأينا النكير المجرد من هنا وهناك ، وإطلاق الكلام على عواهنه ، دون تدقيق اوتحقيق.

ومحاولة لنصرة الحق وبيانه ودفاعا عن عرض المسلم ،وتنويرا لرأي من لايميزون بين الدعوة المستندة الى دليل ومجرد الادعاآت التى تستغل لحاجات في نفوس أصحابها
فإنني أ دعوا جميع المثقفين ومن لهم رغبة في الانصاف ،إلى الرجوع إلى ما ذكره العلماء من التفصيل في صفات الله تعالي ،وما يجب إفراده به من التعظيم وما لايجب ،وهنا سنجد هم قسموا صفات الله الى ثلاثة أقسام :
1- القسم الاول ما يجب إفراده به كخلق الكون وتدبيره والوحدانية والبعث ...
2-القسم الثاني ما لايجب إفراده به بل يجوز وصف الله به ووصف المخلوق كالسمع والبصر والقدرة والرزق والاحياء والإماتة ،لكن اتصاف الله بهذه الصفات حقيقة واتصاف المخلوقين بها مجازا ،وأرى أن من هذا القسم تصريحات ابن محم فنسبة تحقيق الاطعام من الجوع والأمن من الخوف ،للحاكم على وجه المجاز أمر سائغ لامانع منه شرعا ،مع العلم أن الله هو من يعطى الأمن ويمنعه ،ويوفر الرزق ،ويصرفه ، ومن هذا النوع الدعاء ملك السيارة والدار والبئر وغيرها مع أن الله هو المالك حقيقة ، فجميع الصفات التي أثبت الله لنفسه مما يشترك فيها مع عباده، فاعتقاد أهل السنة ،أنها ثابتة لله تعالى ثبوتا يليق بجلاله وكماله وللمخلوقين ثبوتا يليق بعجزهم وافتقارهم .
3- مختلف فيه وهو القسم -اليمين - فهل يجب إفراد الله تعالى به اولا ؟وقدذهب ابن رشد الى التفصيل فيه فأوجب القسم بالله تعالى وحرمه بكل معظم من دون الله من صنم وغيره، وكره القسم بالمعظمات الشرعية كالكعبة والوالدين.
و عند النظر في ملخص هذه الأقسام ،والرجوع الى تفاصيلها في مظانها، سندرك انه لا داعي لهذه الضجة الكبيرة ،والحملة الصاخبة ، والذهاب بالأمر إلى درجة أن البعض كاد أن يخرج رئيس الحزب من دائرة التوحيد ،ويدعوه لتجديد إسلامه وإعلان توبته أمام الشعب ، ولم يدر خطر تكفير المسلم والجرءة على الله في نزع جلباب الاسلإم ممن ألبسه إياه و أنعم عليه به .
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وجمع قلوبنا على إيمانه وتقواه .