الأرض لله القدوس؟

تربية التوحش، والاقتصاد المافيوي،  تؤدى إلى سلب الناس عقولهم، لأن ميزان هؤلاء لا يعتد بالقيم الدينية، ولا بالأخلاق الإنسانية والوطنية النبيلة، ولا بمواثيق قوانين العقد الاجتماعي المقررة بالانتخابات  أو بالمواثيق.
بات شواذ الطرح  السهل ، ومشاريع الرخاء السوداء، والسياسات المفترسة للحكامة والسلم الأهلي ، فضلاً عن جامعي  الأموال الافتراضية من الكل لصالح  جيوب  العلاقات الهشة والواقع المتأزم وأشكال التأزيم ومناخ عدم الاستقرار..بات" الامعيون"  واقعا  مقلقا في تونس حيث ألغي الاتفاق، وفي اسبانيا حيث سقط رئيس الوزراء، وفي حرب التجارة الدولية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب أسعار جمركية، وفي المغرب حيث يعاني سكان الريف، وفي الأردن حيث تطل صفقة القرن من غزة ، بصفعة أخرى من صفعاتها، بعد أزمة اليمن، وأزمة قطر، وأزمة القدس الشريف.
عقول"أصحاب الجيوب المنتفخة"، والقرارات والسياسات "المرتجلة"،   لا تقود البشرية الى الرخاء والسلم ، ولا الى الى مدارك الحكمة والعلم.
هؤلاء ينقمون من المسلمين أن يقولوا : ربنا الله، ومن الجياع أن يقولوا: كفي
ومن المقاومين أن يطلبوا حقهم في أرضهم ووطنهم، بلا من وبلا أذي.
هؤلاء السماسرة يحاربون الأدمغة الذكية، وينهبون االثروات البكر، وبهجرون الشباب عن أوطانهم، ويسدون أبواب الخير، وهم مخبرون صنعة  للسامري وعجوله، هم مفاتيح للشر، وهم بحق القدوس مغاليق للخير.
ماذا تنقمون منا، وأنتم تكشرون عن أنيابكم، كالكلب ينبح السارب فجرا إلى المسجد، وكالحسود يرمق بشرر العالم الرباني الذي وهبه الله بضاعة غير مجزاة، وكالنفاثين في العقد  يكادون يسطون بمن يجيد القراءات العشر، يلقون عليهم التهم جزافا، ويحرمونهم من حق تلاوة كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار...
هب أن هؤلاء مكن لهم، فاغلقوا المحاظر ، وحاصروا أهل القرءان ، وأغلقوا أبواب الإنفاق باحتساب، وأهانوا أصحاب  الأفكار والعقول النيرة ، وهمشوا كل عالم  ومرب وداعية  لا يأخذ رشى ولا يتقلد رئيا، وتركت لهم الأرض ترفا ومرحا... ماذا سيكون.. غير حبس المطر، و تحالف الشر، وبيع العينة، وأخذ أذناب  "التميمة" والنميمة.
هو الزبور وعد لا يخلف، ( ولقد كتبنا في الزبور)، و هي الأرض  لله، ميراث الصالحين ومثوى المتكبرين كما قال موسي في سورة الأعراف (نَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)) ، وتلك الأيام دول، لا يبقي في مجالها الرحب بيت مدر ولا وبر، إلا ودخله هذا الدين بعز عزيز يكبر، وبذل ذليل يفر وينقعر.

 

بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ استاذ وكاتب صحفي.