من الوارد جدا أن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة من وجهة نظر السوسيولوجيا السياسية هي آخر انتخابات ذات طبيعة سياسية في موريتاني رغم أن بوادر ذلك ما تزال غير ظاهرة للكثيرين..
تشهد الساحة الوطنية خلال الأيام المقبلة تنافسا انتخابيا محموما على مقعد الرئاسة. وهي مناسبة وطنية تتكرر كل خمس سنوات وتأتي في ظل ظرفية سياسية استثنائية. فلأول مرة منذ إنشاء الدولة الموريتانية سيتم التناوب السلمي على السلطة دون سابق انقلاب عسكري أو مجلس أعلى أو بيان أول.
في 13 مارس 2018 وقع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز القانون رقم 017/2018 المتعلق بالإشهار واستكملت إجراءات الإصدار بنشره في عدد الجريدة الرسمية رقم 1410 الصادر في 15 أبريل 2018، وادرج إنفاذ هذا القانون ضمن خطة الحكومة للعام 2019 التي عرضها الوزير الأول أمام البرلمان.
اذا كان ترشيح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني قد أحدث هزات ارتدادية قلبت الموازين وغيرت الحسابات في التكتيك والاستراتيجيا، وأربك شخصيات وازنة من المعارضة ضبطت في حالة تسلل كما يقول أهل الرياضة، وكأن تسللها أشبه بنافذة خلفية للهرب من حافلة تحترق؛ فإن ظهوره أمس في ملعب العاصمة وأمام ج
(أعلنت رئاسة الجمهورية أنه بموجب مقرر صادر اليوم الجمعة تم تعيين السيد (...) مفتشا عاما للدولة)"و – م – أ"
أن يعين المفتش العام للدولة بمقرر، فتلك آلية تعيينه النصية المعهودة.
تعامل الإسلاميون منذ سنوات بحكمة ومسؤولية مع مختلف الاستفزازات الصبيانية التي يقوم بها النظام الحالي، ليس جبنا ولا خوفا ولا طمعا، فقد خبروا السجون والمعتقلات والمنافي، فما ضعفوا وما وهنوا وما استكانوا.. كأنما عناهم الشاعر المخضرم سُحيم ابن وَثيل بقوله:
مصلحة البلد ليست في استمرار مشروع النهب والدمار الذي يقوده عزيز شخصيا ويوزع فيه الأدوار حسب هواه بل إن المصلحة في الابتعاد عنه وعن نهجه .
إن السلامة من سلمى وجارتها
أن لا تمر بواد قرب واديها
..يروى عن (توني بوديستا)، السياسي الأمريكي المعروف ومدير حملة السيدة كلينتون، أنه حين علم، في أوائل خريف 2016، بترشح دونالد ترامب لسباق المكتب البيضاوي، كادت رئتاه تنفجران من شدة الضحك، لكنه قال لنفسه، على الأقل، سيضفي هذا الرجل الذي يشبه شخصيات أفلام الكرتون، بعض الطرافة على معاركنا السي