حد الوجوب فمن الضروري أن تكون تلك الدهاليز المظلمة، والسراديب الرطبة المعتمة التي تربطها ببعضها تلك الممرات التي تكسوها مادة لزجة ذات رائحة نتنة للغاية، تلك الأماكن المخيفة والمقرفة تستهوي أناساً بعينهم، إنهم السياسيون ومدمنو السياسة، وهذه هي السياسة بعينها -حسب اعتقادي- حقيقة لم أستطِع و
شكل السادس من أغشت 2008 محطة فاصلة فى الحياة السياسية بموريتانيا، بعدما حول قائد الحرس الرئاسى الجينرال محمد ولد عبد العزيز قرار إقالته من كل المناصب داخل المؤسسة العسكرية إلى محطة للعبور نحو منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، مصطحبا معه مجمل الضباط الذى شملهم قرار الإقالة
تتقاطر الحبات الجهنمية من سلك النظام الحاكم، مرتبكة اللمحات، واجمة القسمات، يسري فيها ارتباك نظام حريص على استغلال الدين والظهور بخدمة العمل الإسلامي، خاصة حين يضع رئيسه العمامة معلنا أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية دولة إسلامية لا علمانية،
لقد شدتني المُلاسنات الكلامية التي وقعت مؤخرا بين بعض من قادة الرأي في المملكة المغربية الشقيقة وبين بعض من ساستنا "الميامين" إلى التأمل في مسار الدولة الموريتانية العتيدة الموروثة عن الاستعمار الفرنسي الذي حكمنا أزيد من ستين سنة خارج سياق سايس بيكو.
نواكشوط مدينة باهتة وغير حركية، أنشطتها متشابهة ونسقية جدا، وتسطر عليها "السياسة" في طابعها الموريتاني المشوه، مدينة تندر فيها الأنشطة الثقافية وإن حدثت تكون أنشطة أمعائية في الأساس ولا علاقة لها بالثقافة والمعرفة (طبعا تحدث أحيانا استثناءات لهذه القاعدة).
لست من أصحاب التشفي ولا من الذين يرتاحون لما يصيب من خالفهم في الرأي من قدر الله.
وإن حدث أن مورس علي ظلم حاولت دفع الظلم عني دون حقد أو ضغينة وذالك حق مشروع (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)
اطلعت في أحد المواقع على تقرير مصور لقناة عربية حول عجوز معمرة في موريتانيا يبدو أن أصحابه يطمحون من بين أشياء أخرى إلى دخول موسوعة غنس للأرقام القياسية لكن أخشى أن يكونوا قد دخلوا الموسوعة بالمقلوب.
لم استطع بعد أن استوعب قصة هروب والد الشاب ولد لمخيطير صاحب المقال المسيء إلى فرنسا وخروجه متخفيا إلى الحدود السنغالية بعد أن حصل على حق اللجوء كما أوردت معظم المصادر المحلية، لقد كان الرجل في كل تلك الفترة التي مضت على قصة ابنه وسجنه خارج الموضوع ولم يدخل فيه
بعد أن ديس عليه عدة مرات، وسط تصفيقات شعب جاهل ومجوع، فقد دستورنا كامل أهميته، وخاصة شرعيته. فقد أصبح، مع مرور الوقت، حكرا بأيدي ضباط غاصبين يعتبرونه مجرد مذكرة عمل يمكنهم تغييرها حسب مزاجهم ومصالحهم الأنانية.