أدانت الجامعة العربية في اجتماع عقدته اليوم في القاهرة تدخلات إيران في الشؤون العربية واتهمت طهران ببث الفتنة الطائفية والمذهبية بالمنطقة.
الاجتماع بالذي انعقد بطلب من المملكة العربية السعودية لبحث تداعيات الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد.
اتهم خلاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبر بالتدخل في الشؤون العربية وتقويض الأمن الإقليمي.
وأضاف أن "هذه الاعتداءات تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في منطقتنا العربية بالذات في مقدراتها والتدخل في شؤون دولها وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية وزعزعة أمنها واستقرارها".
بدوره، دان الأمين العام للجامعة نبيل العربي -في افتتاح الاجتماع "الأعمال الاستفزازية" لإيران في المنطقة و "محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية".
وزاد العربي أن "المنطقة لا تتحمل أي أعمال استفزازية وأي محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ، "إيران بلد تكرر فيه الاعتداءات على المقرات والدبلوماسيين، طيلة العهود الماضية، ما يشير إلى أن هناك إمَّا رغبة من الحكومة الإيرانية في عدم حماية المنشآت، أو إهمال منها في ذلك”.
المجلس الوزاري أدان "التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية"، في إشارة إلى مواقف التنديد التي صدرت في إيران إثر إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر.
واعتبر أن هذه التصريحات "العدائية" تشكل "تحريضا مباشرا للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية" في إيران، مؤكدة "تأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء"، مشيدة "بكفاءة السلطة القضائية في المملكة العربية السعودية واستقلالها ونزاهتها".
واندلعت الأزمة بين السعودية وايران بعد إعدام الشيخ النمر في 2 يناير في الرياض مع 46 شخصا آخرين مدانين "بالإرهاب"، معظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. وكان النمر (56 عاما) من أبرز وجوه التحركات المعارضة للحكم السعودي في المنطقة الشرقية في 2011.
وأثار إعدامه تظاهرات وهاجم مئات المتظاهرين السفارة السعودية في طهران وأضرموا النار فيها، وأحرق متظاهرون آخرون القنصلية السعودية في مدينة مشهد.
وفي 3 يناير قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وتلتها من بين دول الخليج البحرين فقطعت علاقاتها مع إيران، فيما استدعت الإمارات سفيرها في طهران وخفضت تمثيلها الدبلوماسي في إيران، واستدعت الكويت سفيرها في إيران. أما قطر وعمان فنددت بالهجمات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين.
وهددت دول مجلس التعاون الخليجي في بيانها الصادر السبت، بأنها "ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات" من دون أن تحدد طبيعة هذه التدابير.