خرجت اليوم السبت مظاهرات شعبية في العاصمة الغامبية بانجول بعد مقتل واحد من الزعامات المعارضة في السجن، ولكن الشرطة استخدمت الرصاص الحي لتفريق المحتجين ليسقط ثلاثة قتلى، وفق ما أوردته مصادر حقوقية.
وتعيش غامبيا منذ أول أمس الخميس على وقع احتجاجات شعبية بدأت للمطالبة بتعديل النظام الانتخابي قبل الاقتراع الرئاسي المزمع تنظيمه مطلع شهر ديسمبر المقبل، وسيكون الرئيس الحالي يحيى جامي أبرز المرشحين له.
وواجهت السلطات الغامبية بقوة المظاهرات التي قادها الشباب وعبأ لها حزب الديمقراطية والوحدة المعارض، لتبدأ حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات الحزب شملت أكثر من نصف مكتبه التنفيذي.
وأعلن اليوم السبت عن مقتل سولو ساندينغ، أحد القيادين في الحزب المعارض، خلال وجوده في السجن، ليشعل مقتله موجة من الغضب الشعبي في عدد من شوارع العاصمة بانجول، فيما خرج مئات الأشخاص في مظاهرات عفوية متوجهة إلى القصر الرئاسي، بحسب مصادر في المعارضة الغامبية.
وحذرت هذه المصادر من إمكانية استخدام السلاح من طرف قوات الأمن لتفريق المحتجين، ما يفتح الباب أمام حمام دم في العاصمة، فيما قال صحفي يعمل متخفياً في بانجول إن المدينة تعيش في "وضع قابل للانفجار في أي وقت".
وأشار الصحفي الذي كان يتحدث لوسيلة إعلام سنغالية إلى أن من ضمن المتظاهرين المتوجهين إلى القصر الرئاسي "عناصر مسلحة".
من جهة أخرى أوقف الأمن في غامبيا زعيم حزب الديمقراطية والوحدة المعارض أوسينو دابو، الذي يتهم بأنه هو من خطط لهذه الثورة التي تشهدها شوارع بانجول ضد نظام الرئيس يحيى جامي.
وكانت السلطات في غامبيا قد اتخذت جملة من الإجراءات الأمنية المشددة لمنع تجدد المظاهرات، فيما شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المعارضين، وقطعت الاتصال بشبكة الانترنت على عموم التراب الغامبي.
وكان الرئيس يحيى جامي قد قطع مشاركته في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية، وذلك من أجل العودة إلى بلاده التي تشتعل على وقع المظاهرات الشعبية.
ويحكم يحيى جامي غامبيا بقبضة من حديد منذ عام 1994، عندما وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري أبيض، فيما أحبط عدة محاولات انقلابية ضده كانت آخرها شهر ديسمبر العام الماضي جرت خلال زيارة خاصة قادته إلى فرنسا، ولكنه عاد إلى البلاد على وجه السرعة وضرب بيد من حديد كل من يشك في وقوفهم مع الانقلابيين.