الأفق القاتم ،ماذا وراءه؟!

قبل أيام ظهرت على نطاق محدود تصريحات مشحونة ،عبر الواتساب ،تدعو لحرق البيظان فى بيوتهم و اعتبر بعضهم أن دعوات بيرام للتهدئة مرفوضة ،و بعد ذلك قامت الجهات الأمنية ،بتتبع مصادر التسجيل و قبضت على بعض الأشخاص و أحيلوا لاحقا للقضاء و أدينوا .لكن مثل تلك الدعوات للحرق و الشي و التحريض الصريح على الاعتداء ،لم يتفاعل معها الطرف المعني ،إلا ضمن ردود ضيقة و لم يصل للإعلام الألكتروني و لا حتى افيس بوك و اتويتر .
لكن الحزب الحاكم ،ضمن تخرصاته و اجتهاداته، دعا إلى مسيرة موسعة يوم ١٥ يناير المقبل، لمواجهة هذه الموجة الجديدة من دعوات الكراهية ،غير مكتف بالقضاء و الإعلام و المنابر الأهلية و المجتمعية ،لتجاوز هذه الظاهرة السيئة المتطرفة بحق .
و بالغ وزير الوظيفة العمومية فى تحسيس الجهات النقابية بالمسيرة المرتقبة ،فرفض السامورى ول بي ذلك و حدث ما حدث من جدال و خصومة ،قال السامورى إنها تجاوزت الكلام و الاختلاف العادى إلى إشهار مسدس ،من قبل أحد الحاضرين ،و من وقت خروجه ،حسب ما يبدو ،توجه السامورى مباشرة إلى صفحته فى فيس بوك ،معلنا عن حرب أهلية، مماثلة لحرب رواندا،التى يعلم العارفون بمجرياتها، أنها كانت ممزقة مفجعة بامتياز .
كان أسلوبه تحريضيا غير متوسط !.
و تحرك الطرف الآخر من الجلسة المثيرة،بوزارة الوظيفة العمومية و نفوا إشهار السلاح ،الذى ظل النقابي المذكور متمسكا بحصوله فى الجلسة الصاخبة المثيرة،و استدعي صباح اليوم الموالى من طرف شرطة عرفات ،المفوضية رقم١،و سحب لاحقا تدوينته المثيرة ذات اللون الأحمر ،و خفت الزوبعة ،دون أن يترك بعض أنصاره أسلوب التسخيط فى صفحاتهم فى افيسبوك، أما واتسب فقد تراجع مده العدائي التحريضي .
فى البداية أقول ،إن وزارة الوظيفة العمومية ،ليست مرفقا تابعا للحزب الحاكم، للتحسيس لمسيرته المزمعة ،و من وجه آخر كانت دعوة السامورى للحرب الأهلية، فى فيس بوك صريحة غريبة قاسية ،و أجواء الجلسة و ما تبعها، يستحق التحقيق العادل الحاسم الفوري من قبل القضاء .
و عموما و تعريجا على تسجيلات واتسب الخطيرة المتطرفة جدا ،هناك ما يستحق المتابعة و المعالجة ،قبل فوات الأوان .
فالأصوات الجديدة،المنخرطة فى هذا الحراك الجديد القديم ،مجنونة و حاقدة،و لا حل معها ،إلا هيبة الدولة.
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه :"إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان ".
فالمواعظ و النصح و التوجيه ،لا ينفع إلا مع من به بقية رشد و تعقل .
و هذا لا يمنع فى المقابل ،استمرار منابر النصح المختلفة فى أداء دورها التربوي التوجيهي النافع الناجع ،بإذن الله .
أما المسيرة التى دعا لها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ،فله الحق فيها ،لكنها. معرضة للتسييس السلبي و دعوات المأمورية الثالثة، و قد لا تخدم رفض الكراهية و مجابهتها،بقدر ما قد تحركها و تتيح الفرصة للتلاسن و التهارش .
فالافضل تأجيلها إن لم يكن إلغاؤها .
فالدعوة للمسيرة ،ربما جاءت ردة فعل على تسجيلات واتساب العنصرية و غيرها من أوجه التحريض ،و تدوينة السامورى جاءت ربما ،ردة فعل على التحسيس بالمسيرة ،و ما صاحب تلك الجلسة من شد وجذب .
فلماذا نبقى أسرى لدوامة ردود الفعل هذه ؟ !.و لماذ لا نمحص هذا الجو القاتم ،من أجل تفادى المزيد،بإذن الله ؟ !