في موريتانيا حرية التعبير مصانة

على المرء إن لم يكن موريتانيا أن يطلب من الله أن يجعل له حظا من خصال الموريتانيين ، ولبلاده شيئا مما حبى الله به موريتانيا من حرية تعبير ؛ تحسد عليها وتتصدر بها هذه اللحظات حرية التعبير في العالم العربي ..في أيامكم الرتيبة الحزينة الفاترة نعيش أيام التألق الإعلامي ، وطفرة في المواقع الألكترونية شاهدة على تقدمنا وعلو كعبنا اليوم في إعلام عربي كنا بالأمس القريب نتذيله بصحف ورقية معدودة ضعيفة المتابعة والتأثير..!في بلادنا يمكن لأي كان أن ينتقد الرئيس وأعضاء الحكومة وقادة الفكر والرأي ؛ الشيء الذي أساء سفهاء النقد استخدامه وجعلوه آلة هدامة بأسلوب خشن يساء بها أولا على رموز المجتمع وقيمه وثوابته ، فاختلط عليهم التعبير والتصريح بالقذف والتجريح ، حتى بلغ الشقاء بالذي تدافع عنه؛ حد التطاول على المصطفى صلى الله عليه وسلم ..!إن كاتب المقال المعنون ب “في بلاد المليون شاعر ..الكتابة تقود حتما للمشنقة! ” ، لا يمكنه أن يتمثل شيئا من صفات كتابنا الذين ينعمون بحرية تعبير فريدة ؛ تجعلهم ينتقدون الرئيس والمرؤوس والسائس و المسوس والعسكري وقائد الكتيبة ؛ دون وجل أو دفع غرامة أو ضريبة .. أتحداك أن تحاكيهم وتنتقد حكامك وأمراءك ، أتحداك أن تقيم ولو بكلمة واحدة أي فرد ينتمي إلى الأسرة المالكة مهما كان انتماؤه ومهما كان انتقادك له بعيدا عن التجريح قريبا من اللباقة و اللطافة ؛حتى وإن تعلق بالبدانة مثلا أو بالشراهة أكلا أو شربا ..! ، أنت تعرف جيدا أن ذلك بالنسبة لكم عبارة عن حفرة من حفر النار يكب فيها عاجلا من سولت له نفسه التفكير مجرد التفكير في تنفيذ ما طلب منك وتحديت به ، وأتحداك أن تقف مدافعا عن من تجرأ بالإقدام على جزء ولو يسير مما طلب منك في نقد سادتك أو تجد له عونا مدافعا وسندا مناصرا من بني جلدتك ؛ لا خوفا من الله بل خوفا من خلق الله !..*العز في كنف العزيز ومن عبد العبيد أذله الله *إن الذي تصفه بأنه شاب موريتاني زاغ عن الجادة المرسومة ،وتقلل من جرمه وتغطيه برماد الرصاص؛ قد ارتكب جرما ما بعده جرم ، وتجرأ على الجناب المزكى المطهر ؛ الذي تتقاصر أنت يقينا عن مد بصرك إلى قدر أسيادك الذين هم دون ذاك الجناب ملايين السنوات الضوئية..!يا من تلعقون نعال ملوككم ورؤسائكم ، وتقدسون كلابهم ، وتخشون نظرات قططهم ؛ إن لم يعظم فيكم قدر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- المزكى المطهر ،صفوة رب العالمين خير الأولين والآخرين ؛ من عصم من الزلات وكلمه ربه بوحي التنزيل وأنطقه بالآيات .. من شهدت له الأعادي بالعدل والأمانة ، وشهدت له الدواب والجمادات بالفضل والتقى والتفويض من رب السماوات ، إنكم لفي تيه عقدي وضلال فكري وشرود ذهني وتشوه فطري .ما حكم به على الحقير ولد امخيطير هو حكم رب العالمين في شرع رب العالمين لمن تطاول على مقام رسول رب العالمين أو أحد من أصحابه أو نفى ما علم من الدين بداهة ، والمعترض على أحكام شرع الله معترض على الله ؛ وطبعا حظه من التأثير الخراب والوهن والشقاء والسفاهة وسوء الختام ..إن الذين يغارون من فضاء الحريات الذي تحتل به موريتانيا بلد المليون شاعر والمليون سياسي والمليون داعية والمليون صحفي وكل الذين ذكروا يشرفهم أن يكونوا أحباب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الذي يغار من هذه الصورة ويدافع عن المعتدين المرتدين أن يضرب برأسه عرض الحائط وبفيه الغائط .إن الفرق بين حرية التعبير في بلاد شنقيط وفي غير بلاد شنقيط هو أنه في الأولى تمنح حرية التعبير دون المساس بالمقدسات الشرعية أساسا وإن تعدي على مقام الحاكم والسياسي وغيرهم ، وفي بلاد جيران شنقيط يصان ذكر الحاكم قبل غيره ويتعدى على رموز الشرع ، ويتجلى المدافعون عن الشذوذ بدعوى الحرية والدفاع عن المثليين وأتباع الوثنية وشتان ما بين المشهدين دينا وأخرى بعد دنيوية .

عثمان جدو