صوّتت مكونة زنوج موريتانيا بمعظمها وبشكل مكثف في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي تم تنظيمها في 22 يونيو الماضي لمرشح ائتلاف العيش معا كان حميدو بابا، مما جعل المحللين و المراقبين يتهمونها بالتصويت الطائفي والعرقي.
نعم لقد قاطع منتخبو مكونة زنوج موريتانيا الرئيس المنتخب محمد الشيخ ولد الغزواني، وهو آنذاك مترشحا لتلك الاستحقاقات الهامة، من اندياجو في ولاية اترارزة الي وامبو في كيديماغا، على طول اتساع الضفة اليمني لنهر السنعال,
ومع ذلك ، فقد رفض رئيس الجمهورية ولد الغوزاي بعد تنصيبه وتولى منصبه في القصر الرئاسي ، استبعاد هذه المكونة من الحكومة التكنوقراطية التي امر الوزير الاول اسماعيل ولد الشيخ سيديا بتشكيلها، مانحا اياها حقائب وزارية ذات أهمية في الفريق الحكومي.
هذا علما بأن حزب الاتحاد من اجل الجهمورية الحاكم واحزاب الاغلبية التي دعمته بكل طاقاتها ووسائلها لم يتم تمثيلها في الحكومة الجديدة مراعاة واولوية لللكفائات,
اما في ما يتعلق بمكونة لحراطين|، فإن تصويتها لصالح المرشح ولد الغزواني كان كبيرا نسبياً ، مقارنةً مع تصويت مكونة زنوج موريتانيا له، مما جعل اطر ومثقفي لحراطين اكثر تمثيلًا في حكومة رئيس الوزراء إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا.
.اما فيما يتعلق بمجتمع الولوف ، الذي يمثل أقلية في البلاد و الذي قال انه غير راضٍ عن اقصائه من الحكومة الجديدة، فإن مصيره في هرم الدولة مرتبط بشكل عام ووثيق بمصير زنوج موريتانيا الذي يتميز بهيمنة منقطعة النظير للفلان والسنوكي
.نعم أن أقلية الولوف الموريتانية لا تزال تواجه التشتت والبحث عن الهوية في محور السنغال وموريتانيا وغامبيا ، وحتى انها ترتبط بجذورها في السنغال ، وبالتالي لا تبذل الجهد الكافي والضروري لفرض نفسها كقوة سياسية واجتماعية واقتصادية فاعلة وحقيقية من خلال اشاء حزب سياسي او الظهور في مدينة او منظقة ما من موريتانيا كجزء من المجتمع لا يمكن حرمانه بل يجب ان يكون حاضرا بثقل في كل اركان النظام المدني و العسكري وكذلك ضمان حضوره السياسي علي غرار مكونات زنوج موريتانيا الاخري .
ان الولوف مطالبون اولا وقبل التعبير عن مطالب ان يحدثوا تناسقا وانسجاما في صفوفهم تماما كنظرائهم من البولار و السونو كي الذين هم أمراء اجتماعيون واقتصاديون وسياسيون بلا منازع منذ عقود على طول ضفة نهر السنغال