يحكى أن عالما جليلا من المناطق الشرقية من البلاد يسمى "ولد اربيعة" كان رجلا صالحازاهدا , لم يكذب قط في حياته , وكما يقول المثل "كان على نياته" , هذا الرجل تروي عنه الحكايات الشعبية كثيرا من الامور أقرب ـ حسب منطق أهل اليوم ـ الى السذاجة , وقد طلب من زوجته يوما أن تعيره "فروها" ليفترشه أثناء ذهابه الى "المعْطَن" فأعطته اياه قائلة له بصيغة الاستهجان : "عَنّك أملاهْ من الطين وجيبولي" فأخذه , ولما انتهوا من التروية وأرادوا العودة تذكر وصية زوجته فتناول الفرو ووضعه في الوحل ومرّغه فيه عدة مرات وهو يكرر : "الحمد لله الِّ ما انسيت وصية لالّ كانت لاهي تنفكَـعْ اعليّ"
هذه القصة تذكر بما حصل مع زوج جمع ـ وعلى مدى سنوات من الكد ـ مبلغا يزيد على 100 الف ريال سعودي أي حوالي 10 ملايين أوقية وخبّأه في كيس عادي متسخ وضع فيه الى جانب النقود بعض قطع الخبز اليابس كنوع من صرف الانظار عنه وعن محتواه ووضعه في غرفة نومه وفي دولابه الخاص , وكان يوصي بعدم دخول الخادمة أو أحد من الاولاد الى تلك الغرفة.
وفي يوم من الأيام فكرت زوجته بعد ذهابه الى العمل أن تنظف الغرفة وتخرج ملابس زوجها المتسخة من أجل غسلها , وأثناء التنظيف والبحث في الملابس القديمة وجدت الكيس المتسخ فألقت نظرة خاطفة على محتواه فوجدت بعض قطع الخبز اليابس , فحملته وذهبت به الى حاوية القمامة الموجودة على الشارع المقابل لمنزلها وألقته فيها.
وعندما عاد الزوج من عمله عصرا جاءت لتزف اليه خبر غسيل ثيابه كلها وكيّها وترتيبها , وكذلك خبر تنظيفها للغرفة ورمي الكيس القديم الذي كان مليئا بالاوساخ وقِطع الخبز اليابس.
تسمر الرجل في مكانه قبل أن يصرخ في وجهها :أين رميت الكيس يا مجنونة يا مغفلة...يا طالق بالثلاثة!!!