اللون الأحمر: مناطق خطرة لا ينبغي زيارتها بتاتا.
الخريطة الأخيرة الصادرة في بداية موسم العطلة الصيفية الحالي- لم تتغير كثيرا عن التي صدرت مطلع ديسمبر 2018- نشرت في مطلع أغسطس 2019، مع ملاحظات أمنية حول 15 منطقة في العالم شملت: استراليا ، دبي(الإمارات)، جنوب إفريقيا ، بالي(اندونيسيا) ،تايلاند، المكسيك ،مصر، فرنسا، الهند، الكيان الصهيوني ، الأردن، باكستان، إسبانيا ، السويد، تركيا.
لمزيد من الإطلاع : https://www.itct.org.uk/archives/itct_news/uk-foreign-and-commonwealth-office-fco-releases-worldwide-travel-alerts-for-this-holiday-season
كانت ألوان الخريطة علي النحو التالي بالنسبة للوطن العربي :
************************
دولتان حاق بهما إجحاف كبير في هذا التقييم هما موريتانيا وتونس، حيث تتسم هاتان الدولتان بدرجة كبيرة من الأمن والأمان، لذا أري أن وضع موريتانيا في الخانة الحمراء (75% من أراضي البلاد باللون الأحمر) أي الدول الشديدة الخطورة، فيه ظلم غير مبرر! تقييم كهذا لن يمكن الدولة من التسويق للمنتج السياحي في أراضيها بأي حال من الأحوال.
أما تونس التي تم وضع 92% من أراضيها في خانة مناطق غير آمنة (اللون الأصفر)، فإنه سينعكس سلبيا علي السياحة ولا سيما القادمة من الاتحاد الأوروبي.
هذا التصنيف سيضر باقتصاد البلدين، وسيشكل عائق أمام الاستثمارات الخارجية وتدفقها، فضلا علي الضرر البالغ الذي سيلحق بالسمعة الخارجية للبلدين علي الصعيد الدولي، عليه أري أنه علي صناع القرار بالدولتين (موريتانيا وتونس)، إتخاذ خطوات وإجراءات لتصحيح الصورة، فالتقرير مبالغ فيه بخصوصهما وغير منصف، ولن يمنع فقط السياح من القدوم إلي تونس أو إلي موريتانيا، بل إن تداعياته ستنعكس علي النشاط الاقتصادي وبالذات علي الاستثمارات الخارجية وحركة الرساميل إلي البلدين!
لا ينبغي أن تتجاهل حكومتا البلدين هذا التقرير، بل ينبغي عليهما الرد عليه بخطوات عملية تصحح من صورة البلدين وهذا الأمر من صميم عمل الرئاسة ووزارات الخارجية والسياحة والتجارة والصناعة معا عبر خطة عمل علي أسس احترافية وبطاقم مهني رفيع المستوي، تبدأ خطة العمل تلك بحملة علاقات عامة علي المستوي الدبلوماسي في كبريات العواصم الغربية ،مرورا بإجراء تقارير ودراسات أمنية رصينة ورفيعة المستوي من قبل باحثين من العيار الثقيل، تعج بهما كلا من موريتانيا وتونس، ونشرها في دوريات محكمة وباللغة الانجليزية التي يقرأها ثلاثة أرباع قراء المعمورة (والتوقف عن التعاطي مع العالم بلغة تحتضر وباتت محدودة الانتشار كالفرنسية!)، وإنتهاء بإقامة حفلات فنية يحييها فنانون عالميين، وإقامة دورات رياضية ودية في الرياضات الأكثر شعبية في العالم ككرة القدم أو سباقات الفروسية، وتتم دعوة فرق وأندية كبيرة للمشاركة فيها ودعوة كتاب ومشاهير لقضاء عطلاتهم عطلة مبرمجة مسبقا). هذا علي المستوي الرسمي، وهو الأهم ويعطي مردود سريع، وقد قيم به في العديد من الدول التي عرفت موجات عنيفة ومتقطعة من الأعمال الإرهابية، وحققت تلك الدول نجاحات ملحوظة في تصحيح الصورة، وإعادة تصنيفها ونقلها من خانة الدول الشديدة الخطورة إلي خانة الدول الآمنة، وفي هذا السياق نذكر اندونيسيا وتايلاند والفلبين، التي تراجع فيها عدد السياح بشكل حاد بعيد التفجيرات الإرهابية التي ضربتها قبل عقد من الزمن من عشرات الملايين إلي بضعة آلاف فقط في السنة،وأدت تلك التفجيرات إلي نزوح كبير للاستثمارات الأجنبية من تلك الدول إلي ماليزيا والصين، لكن هذه الدول سرعان ما استعادت مكانتها السياحية والاستثمارية بعد تصحيحها للصورة من خلال خطة عمل شاركت فيها معظم أجهزة الدولة، هذا فضلا عن الدور المميز الذي لعبته النخبة الثقافية إبان أزمة التفجيرات تلك في هذه البلدان، هذا دون إغفال الدور الفعال الذي قامت به جاليات تلك الدول في الدول الغربية وشمال أمريكا لتصحيح الصورة .
د.الحسين الشيخ العلوي
24 سبتمبر 2019 / تونس