لا شك أن الساحة السياسة تشهد هدوء لا قبل لها به وأن نبضها المتسارع بات معتدلا وحماها منخفضة. حالة هدوء جديدة تدنت معها حرارة الغليان الذي كان شديدا، وانتهى التراشق البذيء الذي كان سائدا بين أحزاب المعارضة وأحزاب الأغلبية.
صحيح أن الفضل في هذه الوضعية، التي أعادت السكينة للفضاء السياسي وتحمل أفراده المسؤولية الأخلاقية أمام الشعب والرأي العام الخارجي، يرجع إلى الهدوء المعهود لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ونهجه الوطني الذي اختاره سلوكا أبان عنه مبكرا في حملته الرئاسية ولاحقا بعد فوزه ثم جسده في لقاء أقطاب المعارضة ومن نافسوه على الرئاسة، والتحاور معهم من منطلق حب مصلحة البلد والرغبة في العمل مع الجميع من أجل الإصلاح والعدالة والتنمية والرقي.
وكان رئيس الجمهورية قد أقدم، منذ الوهلة الأولى من انطلاق حملته الرئاسية، على إخراس أصوات المراء وأقلام الحرف المومس التنظيري والاجتهادي، التي كانت:
- تشعلها حروبا طاحنة بين الفرقاء كأنهم أعداء محاربون وليسوا خصوما سياسيين يختلفون في الرأي والطرح فحسب،
- وتلحق الأضرار الفادحة بالأفراد إقصاء وتهميشا وإذلالا وحرمانا من الحقوق بسبب آرائهم ومواقفهم،
- وبالبلد إبعادا لطاقات وقدرات معلومة كانت لتخدم البلد بخبراتها ومعارفها ومهاراتها العالية المؤكدة.
هو الهدوء الذي لا بد من الإشادة به واستثماره من طرف:
- الشعب حتى يراجع مواقفه التي كانت تشوشها الغوغائية القائمة وتربكها وتغرقها في سيل تناقضاتها الأبواق الناطقة والأقلام السيالة،
- السياسيون الذين استرجعوا هيبتهم ومكانتهم وفتحت لهم أبواب القصر الرئاسي ووسائل الإعلام العمومية حتى يعبروا بحرية وأمان عن مواقفهم ويفصحوا عن طموحاتهم المشروعة لفائدة استقرار وتنمية ووحدة بلدهم وشعبهم،
- الإعلام الملتزم في دائرة السلك العمومي بالإشادة بالأجواء الديمقراطية الجديدة بلا شطط كما أبلغ القائمون عليه، والخصوصي الذي تقع على كاهله مسؤولية الإخبار المحايد والتحليل الرصين دون الوقوع في المزايدات غير المطلوبة والتي تخل بالمصداقية وتتعارض مع مضامين المنظومة الأخلاقية للمهنة الصحفية.
الولي سيدي هيبه