الطريق إلى القصر طريق مظلم محفوف بالمكاره في حالة كون قطار التغيير الذي يمر عبر سكة صناديق الاقتراع والتحكم في خيار أصوات الشعب توقف، تبقى الخيارات مفتوحة وكل الأبواب مفتوحة على مصراعيها.
قد يكون التناوب السلمي على السلطة حل للوضعية الراهنة، من خلال انتخابات شفافة نزيهة، يشارك فيها الجميع، ومن أجل المحافظة على ديمومة الدولة وتحاشي سيل الدماء
الجارف الذي شهده عدد من البلدان التي شهدت ثورات قادت إلى تغيير السلطة، بيد أنها أصيبت بنكسات خطيرة أدت إلى تفشي ظاهرة العنف والتطرف، رغم أن تلك المجتمعات كانت إلى حد قريب متماسكة ولها دورها التنموي والإقليمي.
في ظل الوضعية الحالية لابد من حوار شامل وإلا فإن البلاد قد تكون أمام خيارات قد لا تكون محسومة النتائج، كحدوث انقلاب أو ثورة، قد تكون مبيتة من أناس لهم حاجة في نفس يعقوب في أن تسير الأمور إلى وضع متأزم زيادة على الوضع الحالي.
يبقى المواطن المتفرج على الوضع، يشتاق إلى التغيير، يشتاق إلى الأحسن، يشتاق إلى التنمية، في ثوب حضاري راقي يحس بمفهوم الدولة، أن الدولة جامعة وحاضنة، له الحق عليها ولها الحق عليه.
في ظل هذه الأجواء كانت الأنظار تتجه إلى الخرجة التاريخية في النعمة لسيادة الرئيس التي سبقتها زيارات للداخل مع فارق في التوقيت وأشياء أخرى.
كانت الجماهير في الموعد رغم صعوبة الظروف وحرارة الجو التي تزامنت مع حرارة التطلع إلى جديد الزيارة، وما تحوي في طياتها، بعد أن تسرب وشاع في أوساط المشهد أن الخرجة ستحمل الجديد، إضافة إلى الحديث قبل الزيارة عن تدشين بعض المشاريع المهمة في حياة المواطن من ماء وعلف للحيوان ومصنع للألبان.
لكن الأهم من كل ذلك أن الأنظار كانت تتجه إلى الحديث عن الدستور والمأمورية الثالثة.
تابعت الخطاب كغيري لحظة بلحظة، كان الرئيس صريحا جمع بين الحالة السياسية والمعيشية للمواطن، وطمأن على الحالة العامة للبلد.
عبرت لغة الأرقام عن الحالة الاقتصادية، والحالة الاقتصادية في البلد لها ما لها من أهمية.
تم تحميل المعارضة النصيب الأوفر مما يمر به البلد، وكانوا أعداء للوطن حسب تعبير الرئيس مع فسادهم وحبهم للوصول إلى السلطة ولو كلفهم ذلك تمزيق وحدة الوطن الذي هو الدفء والأمان الذي نعيش فيه ونموت دونه.
قدم الرئيس دعوة صريحة إلى الشباب للمساهمة في صناعة المشهد والحضور من أجل مسك زمام الأمور، مع الحديث إشراك نصف المجتمع (النساء) في عجلة التنمية، رغم استثنائه لمن آثرت أن تختار المعارضة كخيار لها، حيث تجاهل الرئيس وجود نساء معارضات.
رأت المعارضة في خرجة الرئيس وفي خطاب مدعاة جديدة للحديث عن فساد الرجل واستبداده بالسلطة، فقررت تحريك جمهورها، فجاءت خرجة المنتدى لتحمل رسالة واضحة مفادها أن المعارضة غير مستعدة للحوار ولا للتمديد للرئيس، مهما كلفها الأمر.
مع كل هذه الأجواء المشحونة التي يعيشها البلد، يبقى الطريق إلى القصر غير مفروش بالورود في انتظار معرفة كيف سيأتي القادم الجديد للقصر وأي طريق سيسلك؟