ماذا تعرف عن سايكس وبيكو بعد تقسيمهما للشرق الأوسط؟

قبل 100 عام بالتمام والكمال، عمل شخصان بجدٍ ومثابرةٍ وسريةٍ تامةٍ على رسم حدودٍ جديدةٍ لمنطقة الشرق الأوسط، أو ماكان يُعرف سابقاً بمناطق نفوذ الدولة العثمانية.

 

 

الأول لإنكليزي يدعى مارك سايكس، والثاني فرنسي يدعى جورج بيكو.

 

 

هذان الشخصان هما عرّابا اتفاقية “سايكس - بيكو” الشهيرة التي غيّرت معالم الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. توفي أحدهما في عمرٍ مبكر، فيما تجاوز الثاني الـ 80 عند موته.

 

 

فيما يلي، نسلط الضوء على أبرز التفاصيل عن حياة الرجلين اللذان رسما خرائط بلادنا العربية:

 

 

مارك سايكس

 

 

كان الدبلوماسي والرحالة والعسكري البريطاني الشهير السير مارك سايكس، يعتبر من مالكي الأراضي الأرستقراطيين في مقاطعة يوركشير الإنكليزية.

 

 

توفي عن 39 عاماً بعد إصابته بوباء “الانفلونزا الإسبانية” العظيم، والذي ضرب القارة الأوروبية قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى، وراح ضحيته نحو 50 مليون شخصاً على نطاق العالم.

 

 

أصيب العقيد سايكس بالمرض لدى عودته من سوريا، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وتوفي في فندقٍ بالعاصمة الفرنسية باريس أثناء حضوره مفاوضات السلام التي أعقبت الحرب العالمية الأولى في العام 1919.

 

 

mark sykes

 

 

عُرف سايكس بإجادته لعددٍ من اللغات، من بينها العربية والتركية والفرنسية، وألف بتلك اللغات عدداً من الكتب أشهرها كتاب “دار الإسلام” و”رحلة في الولايات العثمانية الخمس”. ولقيت مذكراته بعد وفاته رواجاً كبيراً، ولعبت دورها كتحليلٍ سياسيٍ وتاريخيٍ واجتماعيٍ وثقافيٍ لتلك الحقبة من الزمن، في رسم السياسة الخارجية لبريطانيا.

 

 

في العام 2007، سمح أحفاده للأطباء بنبش جثته وفتح كفنه لأخذ عينات من بقاياه كونه دُفن بتابوت من الرصاص، إذ يُعتقد أن هذا سيحفظ فيروسات النزلة الإسبانية - الشبيهة بإنفلونزا الطيور - بشكلٍ ملائمٍ للبحث العلمي.

 

 

جورج بيكو

 

 

محامٍ ودبلوماسي فرنسي ولد في باريس في العام 1870، وتوفيّ فيها في العام 1951، اشتهر بتوقيعه على اتفاقية “سايكس ـ بيكو”، وكان مسؤولاً عن إلحاق مناطق المشرق العربي للنفوذ الفرنسي والتأسيس للانتداب على سوريا.

 

 

حصل بيكو على شهادة البكالوريوس في القانون وأصبح محامياً في محكمة الاستئناف في باريس في العام 1893. وثم انضم للسلك الدبلوماسي في العام 1895، وعُيّن في مديرية السياسات في العام 1896.

 

 

توجه الدبلوماسي الفرنسي إلى العاصمة الصينية بكين كقنصلٍ وظلّ هناك لسنوات، قبل تعيينه في منصب القنصل العام لفرنسا في بيروت، وذلك قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية الأولى.

 

 

كان من المتحمسين بشدة للانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، وهو ماتجسد في اتفاقية “سايكس - بيكو”. تم تعيينه المفوض السامي في فلسطين وسوريا بين عامي 1917 و1919.

ابتعد عن منطقة الشرق الأوسط بعد العام 1919 وتنفيذ اتفاقية “سايكس - بيكو”، ليصبح المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في بلغاريا في العام 1919، ثم تجوّل كدبلوماسي في عددٍ من الدول، وصولاً إلى الأرجنتين، قبل أن يتقاعد ويتوفى في باريس في العام 1951 عن عمرٍ ناهزَ 81 عاماً.