ما إن تولى يحي ولد حدمين منصب الوزير الأول؛ حتى بدأ بخلق صراعات قوية بينه وبعض أعضاء الحكومة المحسوبين على ولد محمد لغظف، وبدأ يستغل نفوذه ضد خصومه السياسيين في كل مكان وبكل الوسائل.
وحين كان ولد حدمين وزيرا للنقل كان من أقرب المقربين من ولد محمد لغظف، وما إن تم اختياره من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لتشكيل حكومة جديدة، حتى أصبح من ألد أعداء ولد محمد لغظف.
وما إن استطاع ولد حدمين من خلال تحالفاته الجديدة ـ التي سينقلب عليها عاجلا ـ أن يزيح كلا من ولد محمد راره وبا عصمان وولد جلفون وهندو من عينينه، وحمادي ولد اميمو، وأدخل ولد حدمين الحكومة شخصيات عديمة الخبرة من أجل بسط نفوذه والسيطرة والتحكم على مجريات الأمور فيها؛ حتى اشتدت خلافات غير معلنة من جديد بينه وبين الدكتور اسلك ولد ازيد بيه الذي يخشى ولد حدمين أن يخلفه في منصبه.
وقالت مصادر مقربة لولد حدمين ل"اتلانتيك ميديا" أن ولد حدمين يصنع الخلافات والصراعات بين الناس ولا تهمه مصلحة ولد عبد العزيز ولا مصلحة موريتانيا، بل مهتم فقط؛ بمصالحه الشخصية، ولو على حساب الشعب، وقد بدأ يتخلص من حلفائه القدماء بسرية تامة، وبدأ يطمح أن يكون مرشح النظام لرئاسيات سنة 2019 ، ولد حدمين الذي أصبح يتحكم في محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة من أجل تفتيش كل من يعاديه، أو يظهر له الحلاف.
إلا إن موريتانيا اليوم أمام حوار سياسي مرتقب، وستستضيف أكبرة قمة عربية وأهمها؛ لذا يجب على ولد عبد العزيز أن يعيد النظر في حكومة ولد حدمين، واستبدالها بحكومة سياسية قوية قادرة على استقبال الوفود العربية وتمثيل موريتانيا على أحسن وجه، وهذا لا يعني أن حكومة ولد حدمين تخلو من الكفاءة، بل يوجد بها وزراء اكفاء؛ إن موريتانيا اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى الاستقرار وإلى وجود حكومة قادرة سياسيا على تلبية مطالب الشعب، ولا نبحث عن الصراعات الثنائية التي تجاوزها الزمن، فحان أن ننتهي مرحلة حكومة "إما ضدي أومعي"، فعلى رئيس الجمهورية أن يسمو بحكومته عن تلك الصراعات ويمنع الخلافات الجانبية التي تقوض كيانها، وتمنعها التقدم.
اتلانتيك ميديا