تجاوز عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد 2,2 مليون إنسان، وذلك بعد أربعة أشهر من انتشاره في الصين واجتياحه للعالم فيما بعد، وخلال هذه الأشهر انتشرت مئات الأخبار الزائفة التي تحاول أن تكشف من أين جاء هذا الفيروس القاتل، إلا أنه في الأيام الأخيرة وصل النقاش إلى الأوساط العلمية وظهرت نظريات وفرضيات مثيرة للاستغراب وأثارت الكثير من الجدل.
أكثر هذه النظريات إثارة للجدل تلك التي قال بها عالم فرنسي شهير، حين أعلن أن الفيروس تم تصنيعه مختبرياً في مدينة ووهان الصينية، وأنه تسرب من المختبر بسبب خطأ بشري، ولكن علماء أمريكيين رفضوا هذه الفرضية مؤكدين أن الفيروس كان موجوداً في الطبيعة.
من جهة أخرى أشار علماء بريطانيون إلى أن أول عدوى بالفيروس كانت في شهر سبتمبر الماضي، وأنه استمر لعدة أشهر في الإنسان قبل أن يخضع لطفرات جعلت منه هذا الوحش القاتل وسريع العدوى.
ورغم كل هذه الفرضيات التي جاءت في دراسات أو في تصريحات لعلماء معروفين، كان الغائب الأبرز هو سوق المأكولات في ووهان، الذي روجت الأخبار أنه مصدر الفيروس مع بداية انتشاره، وهو ما أكدته السلطات الصينية حين أغلقت السوق وأحرقته بالكامل، مدمرة جميع الأدلة التي قد تثبت أو تنفي هذه الأخبار.
كاتب المقال
المقال المُشكك !
بدأت الشكوك تتعزز أكثر حول الرواية الصينية بخصوص فيروس «كورونا» عندما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الخميس الماضي مقالاً للكاتب (ديفيد رينولدز إغناتيوس) يطرح فيه السؤال إن كان الفيروس ظهر بشكل طبيعي كما تقول الصين؟ أم أن الأمر كان مخططا له وحدث بفعل فاعل؟
وأورد الكاتب معلومات متسلسلة تعزز النظرية القائلة بأن الفيروس لم يخرج في البداية من سوق ووهان للمأكولات البحرية، واصفاً تلك الرواية بأنها «ضعيفة»، مشيراً إلى أن العلماء من خلال التسلسل الجيني ربطوا الفيروس بالخفافيش، واكتشفوا أنه لم يتم بيع الخفافيش في السوق، ويضيف الكاتب أن مجلة «لانسيت» العلمية لاحظت في دراسة أجريت يناير أن أول حالة إصابة بالفيروس في ووهان لم تكن لها أي صلة بسوق المأكولات البحرية.
ويكشف الكاتب في مقاله الذي انتشر على نطاق واسع، عن «نظرية» أخرى تقول إن الفيروس انتشر بسبب «خطأ عرضي أثناء إجراء تجارب مختبرية على فيروس كورونا المستجد المرتبط بالخفافيش»، وذلك داخل فرع ووهان للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الذي يبعد أقل من 100 مترا من سوق المأكولات البحرية، وسبق أن ثار الجدل حول إجراءات السلامة والوقاية داخله.
ويستند الكاتب إلى ما نشره باحثون من المركز ومن معهد ووهان للفيروسات القريب منه، حول جمع عينات من فيروسات تاجية من الخفافيش من جميع أنحاء الصين لدراسة الوقاية من الأمراض في المستقبل، وهنا يتساءل الكاتب: «هل يمكن أن تكون إحدى هذه العينات قد تسربت؟ أو هل تم رمي نفايات خطرة في مكان ما مما ساعد على الانتشار؟».
سؤال رد عليه عالم الأحياء الدقيقة وخبير السلامة البيولوجية ريتشارد إبرايت بالقول إن سبل انتقال العدوى متنوعة ومن ضمنها «حادث مختبري» ينقل العدوى لشخص يعمل في المختبر، مشيراً إلى أن الدراسات في مختبرات ووهان تحصل تحت مستوى سلامة بيولوجية متدني، قبل أن يضرب المثال بمقطع فيديو نشر في ديسمبر الماضي من داخل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في ووهان يظهر أن العاملين «يجمعون فيروسات كورونا من الخفافيش بمعدات حماية شخصية غير كافية وممارسات تشغيل غير آمنة»، كما أن الباحث في مركز ووهان تيان جونهوا، كان يمسك بالخفافيش داخل كهف دون أي احتياطات فيما كان بول الخفافيش يتساقط على رأسه.
تجاوز عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد 2,2 مليون إنسان، وذلك بعد أربعة أشهر من انتشاره في الصين واجتياحه للعالم فيما بعد، وخلال هذه الأشهر انتشرت مئات الأخبار الزائفة التي تحاول أن تكشف من أين جاء هذا الفيروس القاتل، إلا أنه في الأيام الأخيرة وصل النقاش إلى الأوساط العلمية وظهرت نظريات وفرضيات مثيرة للاستغراب وأثارت الكثير من الجدل.
أكثر هذه النظريات إثارة للجدل تلك التي قال بها عالم فرنسي شهير، حين أعلن أن الفيروس تم تصنيعه مختبرياً في مدينة ووهان الصينية، وأنه تسرب من المختبر بسبب خطأ بشري، ولكن علماء أمريكيين رفضوا هذه الفرضية مؤكدين أن الفيروس كان موجوداً في الطبيعة.
من جهة أخرى أشار علماء بريطانيون إلى أن أول عدوى بالفيروس كانت في شهر سبتمبر الماضي، وأنه استمر لعدة أشهر في الإنسان قبل أن يخضع لطفرات جعلت منه هذا الوحش القاتل وسريع العدوى.
ورغم كل هذه الفرضيات التي جاءت في دراسات أو في تصريحات لعلماء معروفين، كان الغائب الأبرز هو سوق المأكولات في ووهان، الذي روجت الأخبار أنه مصدر الفيروس مع بداية انتشاره، وهو ما أكدته السلطات الصينية حين أغلقت السوق وأحرقته بالكامل، مدمرة جميع الأدلة التي قد تثبت أو تنفي هذه الأخبار.
كاتب المقال
المقال المُشكك !
بدأت الشكوك تتعزز أكثر حول الرواية الصينية بخصوص فيروس «كورونا» عندما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الخميس الماضي مقالاً للكاتب (ديفيد رينولدز إغناتيوس) يطرح فيه السؤال إن كان الفيروس ظهر بشكل طبيعي كما تقول الصين؟ أم أن الأمر كان مخططا له وحدث بفعل فاعل؟
وأورد الكاتب معلومات متسلسلة تعزز النظرية القائلة بأن الفيروس لم يخرج في البداية من سوق ووهان للمأكولات البحرية، واصفاً تلك الرواية بأنها «ضعيفة»، مشيراً إلى أن العلماء من خلال التسلسل الجيني ربطوا الفيروس بالخفافيش، واكتشفوا أنه لم يتم بيع الخفافيش في السوق، ويضيف الكاتب أن مجلة «لانسيت» العلمية لاحظت في دراسة أجريت يناير أن أول حالة إصابة بالفيروس في ووهان لم تكن لها أي صلة بسوق المأكولات البحرية.
ويكشف الكاتب في مقاله الذي انتشر على نطاق واسع، عن «نظرية» أخرى تقول إن الفيروس انتشر بسبب «خطأ عرضي أثناء إجراء تجارب مختبرية على فيروس كورونا المستجد المرتبط بالخفافيش»، وذلك داخل فرع ووهان للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الذي يبعد أقل من 100 مترا من سوق المأكولات البحرية، وسبق أن ثار الجدل حول إجراءات السلامة والوقاية داخله.
ويستند الكاتب إلى ما نشره باحثون من المركز ومن معهد ووهان للفيروسات القريب منه، حول جمع عينات من فيروسات تاجية من الخفافيش من جميع أنحاء الصين لدراسة الوقاية من الأمراض في المستقبل، وهنا يتساءل الكاتب: «هل يمكن أن تكون إحدى هذه العينات قد تسربت؟ أو هل تم رمي نفايات خطرة في مكان ما مما ساعد على الانتشار؟».
سؤال رد عليه عالم الأحياء الدقيقة وخبير السلامة البيولوجية ريتشارد إبرايت بالقول إن سبل انتقال العدوى متنوعة ومن ضمنها «حادث مختبري» ينقل العدوى لشخص يعمل في المختبر، مشيراً إلى أن الدراسات في مختبرات ووهان تحصل تحت مستوى سلامة بيولوجية متدني، قبل أن يضرب المثال بمقطع فيديو نشر في ديسمبر الماضي من داخل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في ووهان يظهر أن العاملين «يجمعون فيروسات كورونا من الخفافيش بمعدات حماية شخصية غير كافية وممارسات تشغيل غير آمنة»، كما أن الباحث في مركز ووهان تيان جونهوا، كان يمسك بالخفافيش داخل كهف دون أي احتياطات فيما كان بول الخفافيش يتساقط على رأسه.
واستند الكاتب أيضاً إلى دراسة صادرة عن جامعة صينية نشرت فبراير الماضي وسحبت من طرف السلطات بسرعة، تقول إن الفيروس نشأ في مختبرات ووهان، وتشير الدراسة إلى أن المختبر أبقى الحيوانات الموبوءة بالأمراض في مختبرات المدينة، بما ذلك 605 خفاشا، وتقول هذه الدراسة إن الخفافيش المحملة بالمرض هاجمت أحد الباحثين، ومن الممكن أن تكون قد نقلت المرض إليه، ليتم وضعه في الحجر الصحي رفقة عامل آخر.
البروفسور الفرنسي لوك مونتانييه
التدخل البشري !
رغم ظهور نظرية المؤامرة منذ بداية انتشار فيروس «كورونا» إلا أنها لم تكن مأخوذة على محمل الجد، قبل أن يثير البروفسور الفرنسي لوك مونتانييه الشكوك حول ما يتم تداوله بخصوص نشوء الفيروس، عندما رجح إمكانية أن يكون الفيروس تم تصنيعه مختبرياً، وأن الصين تخفي الحقيقة.
البروفسور الفرنسي هو أحد مكتشفي فيروس الإيدز وحاصل على جائزة نوبل للطب عام 2008، برز اسمه من جديد حين قال أمس الجمعة إن الفيروس نجم عن «خطأ ارتكب في مختبر»، ليحدث هزة كبيرة في الأوساط العلمية عبر العالم.
وقال العالم الفرنسي إن الفيروس تم إنتاجه أثناء محاولة خبراء صينيين في مدينة ووهان إنتاج لقاح ضد فيروس الإيدز، مشيراً في تصريحات صحفية إلى أن الدليل هو «وجود عناصر من فيروس الإيدز في جين الفيروس الجديد»، ويضيف أن «هذه الخصائص في فيروس كورونا المستجد لا يمكن أن تحصل بطريقة طبيعية».
ولكن علماء كثيرون رفضوا هذه الفرضية مشيرين إلى أن «أجزاء من الجينات (لدى الفيروس الجديد) تشبه في الواقع الكثير من السلاسل في الخصائض الجينية في بكتيريا وفيروسات ونبتات»، وقال عالم الأوبئة الفرنسي إتيان سيمون-لوريير من معهد باستور في باريس: «هذا لا معنى له، إذ نجد هذه العناصر الصغيرة في فيروسات أخرى من العائلة نفسها، في فيروسات كورونا أخرى في الطبيعة».
فيروس طبيعي !
يصل الجدل بين العلماء والباحثين ذروته، حول نشأة الفيروس وإن كانت مختبرية أو طبيعية، ويدخل علماء أمريكيون على الخط ليؤكدون أن الفيروس ظهر بشكل طبيعي ويشيرون إلى الأبحاث الموسعة كدليل على ذلك.
يقول الدكتور روبرت غاري، أستاذ الأمراض المعدية في كلية ستانفورد الطبية إنه «لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الفيروس تم تصنيعه في المختبر، هناك العديد من السلالات في الطبيعة التي يمكن أن تسبب هذا النوع من التفشي».
ويقول الباحث الأمريكي إنه سبق أن أجرى بحثاً حول طفرة خاصة للفيروس يعتقد أنها ما يجعل منه معديا جدا، مشيراً إلى أن أي طفرة مختبرية مصيرها أن تتغير أو تختفي تماماً مع مرور الوقت، ولكن الدكتور جون لونيدس، أستاذ الوقاية من الأمراض في كلية الطب في جامعة ستانفورد، يؤكد أن «الفيروس لا يعمل أو يبدو اصطناعيا بأي شكل من الأشكال، الطريقة التي يتعامل بها مع نفسه ويرتبط بمستقبلاته، لا تشير إلى أي شيء من شأنه أن يكون قريبًا من التلاعب البشري».
وكان تحليل جيني نشرته مجلة “نيتشر” العلمية قال إن فيروس كورونا المستجد هو تطور طبيعي لفيروسات سابقة من النوع التاجي، إلا أن السلطات الأمريكية في واشنطن أعلنت أنها تجري تحقيقا شاملا لمعرفة ما إذا كان الفيروس تسرب من مختبرات صينية.
فيروس صامت !
وسط الصخب الدائر في الأوساط العلمية، خرجت دراسة أشرف عليها علماء في جامعة كامبريدج البريطانية، لتقول إن أول تفش للفيروس يمكن أن يكون حدث في جنوب مدينة ووهان بوسط الصين في وقت مبكر من سبتمبر الماضي، أي أربعة أشهر قبل إعلان المرض من طرف السلطات الصينية.
وتشير الدراسة البريطانية الجديدة إلى أن الباحثين حققوا في أصل الفيروس بتحليل عدد كبير من السلالات التي تم جمعها من جميع أنحاء العالم، وتوصلوا إلى أن تفشي الفيروس الأولي حدث في وقت بين 13 سبتمبر و 7 ديسمبر الماضيين.
وقال عالم الوراثة بجامعة كامبريدج بيتر فورستر الخميس الماضي إن الفيروس ربما يكون قد تحول إلى شكله النهائي الذي يتسم بـ «فعالية في البشر» قبل شهور، بيد أنه ظل داخل خفاش أو حيوان آخر أو حتى الإنسان لعدة أشهر دون إصابة أفراد آخرين، أي أنه ظل لعدة أشهر «فيروساً صامتاً».
ووفق الدراسة فقد نشأ فيروس كورونا في الخفافيش، وقد تبين أنه يشترك في جينات متطابقة بنسبة 96 في المئة مع فيروس تاجي آخر عزله العلماء الصينيون من فضلات الخفافيش في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية في عام 2013.
ووفق الدراسة فقد حدثث مئات الطفرات بين كورونا الحالي والفيروس في يونان، وعادة ما يكتسب الفيروس طفرة واحدة في الشهر، وتقول الدراسة إن بعض العلماء اشتبهوا في أن الفيروس ربما كان ينتشر بهدوء في الحيوانات المضيفة والبشر لسنوات ليتطور تدريجياً إلى شكل متكيف للغاية يمكن أن يصيب البشر.
وقد يكون التفشي الأول حدث مؤخرا ويتضمن الطفرات القليلة الأخيرة التي أكملت القفزة من سلالة غير ضارة إلى أخرى مسببة للمرض القاتل، وفقًا لفريق كامبريدج.