ربما لا ينشر هذا الخبر ولا يبث؛ ومع ذلك فقد حدث، وربما ينشر – أو يبث- في هالة من التهويل والمبالغة، وقد عاينته كما سأرويه باختصار أرجو أن لايكون مخلا:
زوال الخميس الماضي انطلقت سيارة إسعاف من مركز تگند (الجديده) الصحي تقل ستة أشخاص من بينهم مريضان: رجل يرافقه شاب وفتاة، وطفل في شهره التاسع ترافقه أمه وجدته.
وصل الموكب الصحي إلى مستشفى الأمومة والطفولة بعيد الثالثة ظهرا حيث نزل الطفل وأماه، وانطلقت السيارة بالباقين إلى وجهة أخرى؛ قد تكون المستشفى الكبير.
سار علاج الصبي على نسق عادي إلى منتصف اليوم، حين اتصل مسؤول من مركز تگند الصحي بإحدى المرأتين مشعرا بما شغلها القلق عن تبينه، فسألتها عن رقم هاتف المتصل فأملته علي وهاتفته مستوضحا فأخبرني بأن المريض المرافق مصاب بحمى نزيفية وإن مخالطيه عزلوا هناك (بالجديدة) وإن على المرأتين الانتباه لأي عرض طارئ، وإن وزارة الصحة على علم بالأمر وستتصل بهما.
سألته مستدرجا: وهل هو متسلل أم أصيب هنا؟ فقال إن الأمر يتعلق بحمى نزيفية؛ لا كورونا ولا إيبولا، فعاودت السؤال عن طرق انتقال عدوى الحمى النزيفية فقال إنها تنحصر في لمس دم المريض، فأبديت استغرابي لجمع أشخاص في سيارة الإسعاف، فاعتذر الرجل بحالة المريضين وعدم وجود سيارة ثانية لدى المركز.
بعد المكالمة شرحت للمرأتين والحاضرين من نزلاء الغرفة ما دار في المكالمة، وكانتا مطمئنتين أنهما لم تلامسا الرجل ولا مرافقيه ولا رأتا دما خرج منه؛ أحرى أن تلمساه.
حدث هذا زوال اليوم قبيل الواحدة، وقد علمتُ أن زائرا (ربما كان وزير الصحة) زارهما بعد التاسعة الليلة متفقدا، وفور انصرافه أُخْرِج نزلاء الغرفة ومنع التواصل مع المرأتين على غير الأطباء والممرضين.
من الواضح أن الإهمال الذي أدى لجمع أكثر من مريض هو نفسه الذي أخر التصرف السليم حوالي 9 ساعات، مع سهولته وأهميته. وأن نقص الكفاءة والخبرة في الداخل سبب بارز في قصور التشخيص حتى وصل المريض العاصمة (مختلطا بغيره) وأمضى فيها حوالي ثلاثة أيام!
حفظنا الله وإياكم.