يتقاسم ولد عبد العزيز و ولد أجاي صفات رئيسية في تحديد سلوك الإنسان : الجهل المركب و التهور و الجبن و حب المال. و يشترك الإثنان في الإيمان الراسخ بالقوة القهرية للسحر و الشعوذة و ضرب الرمل و التطير و التطلع الغيبي إلى المحال. و ما لا يدرك بالعجب العجاب يدرك عند الإثنين بالكذب و النميمة و التآمر و المكائد …
و يشترك الأثنان بما يحير الجميع ، في عدم الاكتراث بما تقول الناس عنهما و تساوي أنبل الطرق و أقبحها في التكسب و تساوي الحلال و الحرام.. من عهد الإثنين أن لا يكون لهما عهد و من شروط ودهما أن يكون مدرا للدخل و غير مشروط بوعد …
أن يتفق الإثنان فقد “وافق شن طبقة” و أن يتفرقا فشمس الحق لا بد يوما أن تشرق… في ملامحهما غلظة و تبلد .. و في لسانيهما عجمة و تعربد. سئل هتلر، من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك، فأجاب : “أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم”. و من الواضح أن هتلر لو كان مواطنا موريتانيا عاديا لكان قال ولد أجاي. كذبُ ولد أجاي و نفاقه لا يُدرَك خداعُهما لأنه يكذب بصدق و يتزلف بصدق.. و تحايله موهبة لا تطال: ـ لا صديق و لا قريب و لا زميل و لا رفيق لولد أجاي غير مصلحته.. ـ لا عهد و لا إل و لا ذمة لولد أجاي لغير نهم مخمصته ـ يقدم كل يوم قربانا لولد عبد العزيز بنميمة محكمة تزرع الشك في أحد أقرب مقربيه ـ و يحرجه كل يوم بمكيدة تقطع الحبال في أياديه : إذا طرده تكشفت أسرار لا يريدها الزعيم . و إذا تركه ، أتبعها أختها في الصلب و الصميم. اكتشف ولد أجاي أن قسوة عزيز ضعف و غروره جبن و تكبره دفاع. اكتشف إيمانه بأن ترديد الأكاذيب أهم وسيلة للإقناع و على نقاط ضعفه فصل خطة التحكم و صمم للتزلف ألف قناع. ـ يظهر ولد أجاي كل يوم في زوبعة غباء يرممها إعلام مأجور. ـ يوزع كل يوم أرقاما مكذوبة تراضي غرور الغبي المسحور. لم يفهم أي منافق في هذا البلد ولد عبد العزيز مثلما فهمه وزير ماليته .. لم يجعله خاتما طيعا في يده غير هذا الغبي مثله، المقارع غباءه بغبائه. يتواطأ مع أقارب الزعيم و يشكوه نفوذهم، تحت الطاولة .. يجاريه في أخطاء التسيير ليضربه في قاتلة . يزين له كل شر .. يعميه عن كل بر، ليجعله في وضع المحتاج إليه. يمسكه في كل فضيحة مالية بدليل للضغط عند الحاجة، عليه. لكي يضع اليد على ميزانيتها جعل “المالية” تابعة لوصايته بقانون، في الهيكلة الجديدة لكي يتبرأ من مسؤوليتها جعلها مستقلة بآخر في ترتيب واضح الإجرام و المكيدة انتزع منها صندوق مكافحة الغش لأنه اختصاصه المُؤوَّل و عدوه الأول ـ بستة ملايين منه، أبَّنَ والد زوجته، شهيد الناصرية، أبو ليلى المهلهل. أما كانت نجدة غيره من الأحياء البائسين ألح و أجدر؟ أما كان غش الوزير هنا من كل غش أشد و أخطر ؟ أما كان قرار وزير محاربة الغش هنا أحولا ، أعسر؟
24 مليون منه، لم يستطع محاربة غش نفسه في الاستيلاء عليها..
و 36 مليون منه، حتى الغش لم يفهم لا كيف و لا من و لا متى أخرجها ..
حتى محاربة الغش تغشها أيها المحتال الأزعر
أنت وحدك من يستحق ميدالية الاحتيال الأكبر
كل المعاملات في قطاعه مكومسة بنسبة معلومة كل السماسرة في مكتبه ضيوف كرام مزعومة كرر مرارا قول “جميلة” أن لا أحد يشاركها الجريمة؟ ثم كررها و كررها ثم كررها، تحسبا لداهية عظيمة!؟ إذا سجنت فلأن الزعيم و السفير ضغطا عليه ؟
و إذا سرحت فلأن السفير و الزعيم استمعا إليه! أقنع الغبيَّ أن ديون البلد الخارجية (94% من ناتجها الخام) حالة صحية، رغم أي كلام..
أن نسبة 31% من البطالة هي ما يستحقه شعب أكثره من المعارضين اللئام.. أن إنتاج البلد من الطاقة و الماء أصبح يفوق حاجته
أن مناخ الأعمال أصبح فضاء إغراء يفوق طاقاته أن 3000 كم من طرق (نهب المال العام) أصبحت معبدة أن تكريس الليبرالية الاقتصادية أصبح نموذجا (للكذب) في المنطقة
أن قانون الاستثمار أصبح محفزا (للنصب) و السرقة. لأول مرة يعبد عزيز من يشبهه في الغباء لأول مرة يشبه عزيز من يعبده، في الوفاء لأول مرة يغرف الإناء من نفس الإناء