الحرية.نت / يعاني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه بنيامين نتنياهو تراجع كبير في شعبيتيهما في استطلاعات الرأي منذ توقيع اتفاق ابراهيم بين إسرائيل وكل من الامارات والبحرين وما رافقه من بهرجة واستعراض وهالة إعلامية ومحاولة بيعه للشعب الإسرائيلي على أنه اتفاق سلام تاريخي بين الدولة العبرية وجيرانها العرب وتشكيل خلايا ذباب الكتروني بين مؤيدي فساد نتنياهو ومرتزقة الإمارات الإعلاميين للترويج للتطبيع والتفكير خارج الصندوق الذي يجعل كل دولة عربية تركز على مصالحها الذاتية مع إدارة ترامب وإهانة الفلسطنيين واتهام قيادتهم بالفساد والتغريد خارج سرب الواقعية .
ومع مرور الوقت وبعد عدة زيارات استطلاعية قام بها إعلاميون يهود للمنامة ودبي ومتابعة التفاعلات على شبكات التواصل تأكدوا من الرفض الشعبي العربي لما قامت به الإمارات والبحرين و بدأ الإعلام الإسرائيلي يرفع صوته ضد مهزلة التطبيع مع أنظمة مستبدة تتسع الهوة بينها وبين شعوب المنطقة وأصبحت الصحافة الإسرائيلية تعتبر معاهدة السلام الإماراتية البحرينية مع إسرائيل بأنها لاتساوي قشرة بصل وأنها مجرد تحالف بين رئيس حكومة فاسدة في تل ابيب مع طغاة مستبدين يتدخلون سلبيا في اليمن وليبيا ويفتعلون خصومات مع تركيا ويحاولون جر إسرائيل للاصطفاف معهم وتوريطها في خصوماتهم كما يقول المثل المصري العامي ” اتلم المتعوس على خايب الرجا ” وهو ما ترفضه شرائح واسعة من الشعب الإسرائيلي .
ترامب منذ إعلانه صفقة القرن وهو يحاول تفكيك وإعادة تركيب العلاقات العربية – العربية – الشرق أوسطية لتحقيق رؤيته ويقوم بالضغط والابتزاز واستغلال نقاط ضعف جميع الأطراف للوصول لأهدافه ومن اختراعاته ما بات يعرف ” بالتفكير خارج الصندوق ‘ ويعني جر الدول العربية للتخلي عن القضية الفلسطينية والتطبيع مع اليمين الاستيطاني مقابل مواقف من البيت الأبيض منحازة لها في بعض تدخلاتها السلبية وخصوماتها الإقليمية وقد تطوعت الإمارات والبحرين لخدمة صفقة القرن ويسعى اليمين الاستيطاني لإحتواء الأردن بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وشطبه من معادلات ملفات المنطقة وذلك عبر ربطه بالامارات وتدخلاتها السلبية في ليبيا و إبعاده عن حلفائه التاريخيين وخاصة المغرب الذي يرأس ملكه لجنة القدس ويملك جالية يهودية أمازيغية مؤثرة على صناعة القرار الاسرائيلي علما بأن اليهودا لمغاربة هم الذين أطاحو بحكومة نتنياهو الأولى في التسعينات بعد إساءته الأدب مع الملك الحسن الثاني و لا يزال الكثير منهم يعارض الليكود .
ويريد اليمين الاستيطاني بناء تحالف لخدمة صفقة القرن بقيادة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يتخذ من معاداة تركيا العثمانية الأطلسية ذراع الافريكوم شعار له والزج به في اليمن وفي المستنقع الليبي لدعم خليفة حفتر لتشكيل محور عربي موالي لترامب ومعسكر الليكود و يقوده جاريد كوشنير مستشار وصهر ترامب ضد
الكونغرس والمؤسسات الأمريكية الأخرى وقد تراجع الاهتمام الأمريكي بالأردن بعد صفقة القرن وتركز اهتمام البيت الأبيض على الأثرياء أبناء الشيخ زايد حكام ابوظبي العمود الفقري لتنفيذ سياسات ترامب الشرق أوسطية .
ويتمحور إهتمام وساىل الإعلام الموالية لترامب مثل فوكس نيوز على تلمييع مسؤولين إماراتيين مثل د. انور قرقاش وضاحي خلفان ويجتهد اليمين الأمريكي في استخدام نخب الدول المرتبطة بالمحور الإماراتي وبعضها دول طوق مثل الأردن ومصر و تيار دحلان باعتبارهم من أبناء القضية الفلسطينية في الإعلام الإماراتي للترويج للتطبيع وتلميع مواقف ترامب وهو ما يؤدي لتراجع التصنيف الاىتماني لدول المحور الذي تقوده الإمارات وتقليل المساعدات والاستثمارات الخارجية لهذه الدول حتى يسهل التحكم باوضاعها الداخلية و ان محاولات موانى دبي الاستحواذ على ميناء ايلات تهدد بالقضاء نهائيا على قناة السويس وعلى الاقتصاد المصري .
وفي الساحة الفلسطينية أدت الطعنات الإماراتية في الظهر إلى تقارب بين حركتي فتح وحماس بعد زوال الفيتو الإيراني – القطري على المصالحة في غزة نتيجة توافق المتضررين من التطبيع المجاني على التصدي لمحور الامارات الإقليمي وحظيت المواقف الصلبة للرئيس محمود عباس الرافضة لصفقة القرن بإجماع الفصائل الفلسطينية وتصاعدت حركة الاحتجاجات ضد فساد نتنياهو في الشارع اليهودي وأصبحت القائمة العربية ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي تنسق جهود خصوم نتنياهو اليهود مع مواقف انصار القضية الفلسطينية للتحرك مع الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية للتصويت للاطاحة بترامب وتفكيك صفقة القرن وتراجعت حظوظ الليكود في استطلاعات الرأي وأصبح الإعلام الإسرائيلي يعتبر مهرجانات التطبيع مسرحية تافهة لا تساوي قشرة بصل .
وفي المنطقة المغاربية يزداد الوعي بضرورة تمتين الجبهة الداخلية على أساس الهوية الأمازيغية الجامعة المطعمة بالثقافة الإسلامية التي يسودها التٱخي المسلم اليهودي الذي تجذر في المغرب الكبير منذ سقوط الأندلس والعمل على إنهاء احتكار المشرق العربي لاتخاذ القرارات والمواقف باسم الجامعة العربية وبعد سيطرة الأمازيغ على قيادة الجيش الجزاىري ونجاح الحراك الشعبي تقلص الخلاف المغربي – الجزاىري حول قضية الصحراء الغربية و أصبح هناك تفاهم مغاربي على تحصين الجبهة الداخلية المغاربية وسد الثغرات التي يمكن للمحور الإماراتي النفاذ منها بعد الاطاحة بالمرتزق الموالي لأبوظبي محمد ولد عبدالعزيز من حكم موريتانيا ومنعها من إقامة قواعد عسكرية على الحدود مع المغرب والجزاىر والتصدي لمحاولات حكام الإمارات التسلل للساحل عبر بوابة تمويل التدخل الفرنسي في مالي بحجة مكافحة الإرهاب .
وقد تميز التعاطي المغاربي مع قضايا الشرق الأوسط بالتوازن والوقوف على مسافة واحدة من كل الأنظمة الشرق أوسطية عربية وفارسية وتركية وفي إسرائيل يشكل اليهود الأمازيغ ما بين 30-37% من سكانها يدافعون عن المصالح الأمازيغية العلياء بحكم ثقافة التٱخي المسلم اليهودي كترسيم الأمازيغية في الدول المغاربية وحماية الطوارق في مالي من تهم الإرهاب والعمل على حق تقرير مصير أزواد ويدعم اليهود المغاربة الموقف الرسمي للقصر الملكي في قضية الصحراء وصولا لحكم ذاتي صحراوي مثل كتلونيا الإسبانية ضمن نظام لامركزي في المملكة المغربية .
وتنسيق الجهود المغاربية للتصدي للمؤامرات الفرنسية بحق الجزاىر وشعبها الأمازيغي والدفاع عن المكانة العالمية للاقتصاد السياحي التونسي والمغربي والحفاظ على مكانة الجزائر في شؤون الطاقة وأسعار الغاز والنفط وتفعيل التبادل التجاري المغاربي واستفادة الجزائر من موانئ المغرب على المحيط الاطلسي لدعم القدرة الشرائية للولايات الجنوبية وتصدير واستيراد الجزاىر من القارة الأمريكية عبر الساحل المغربي الاطلسي ودعم كتلونيا داخل مؤسسات وبرلمان الاتحاد الأوروبي .
ويعمل الأمازيغ على التنسبق في الحملات الانتخابية الغربية لدعم المصالح الأمازيغية العلياء وايصال الساسة الداعمين لمشروع الهلال السامي الذي يوحد جهود المسلمين واليهود الأمازيغ لقيادة المشهد الأمريكي والأوروبي وبذلك تصبح المنظومة الأمازيغية قوة إقليمية يأخذ الجميع مصالحها بعين الاعتبار في كل ترتيبات المنطقة وقد أدركت القيادة الفلسطينية أهمية دعم المسلمين الأمازيغ للقضية الفلسطينية ومساندتهم حل الدولتين على حدود 1967 والمبادرة العربية وتعاونت معهم لإفشال صفقة القرن وتطويق فساد نتنياهو وغطرسة ترامب عبر أنصار مشروع الهلال السامي في امريكا وإسرائيل وأصبح الدعم الأمازيغي صمام امان للقيادة الفلسطينية مثل دعم الكويت و مسلمو شرق اسياء باكستان وماليزيا واندونيسيا وجالياتهم في الغرب وبالتالي زادت القناعة في الساحة الفلسطينية بأهمية العمق المغاربي لدعم القضية الفلسطينية لتعويضها عما خسرته بعد هرولة مشيخيات الخليج للتطبيع على حساب القضية الفلسطينية
بقلم : أبوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي