بالعلم تنخفض الأمم وبالعلماء تصفوا القلوب وتزكو النفوس ، أولو العلم كثر والحديث عنهم حديث ذو شجون وفي هذا المقام تفتح "السبيل" نافذة للحديث عن شخصية روحية علمية ولية وصالحة ومستجابة الدعاء حدث عنها ولا حرج وقل فيها ماشئت فإنك قد وجدت القول ذا سعة ولكل مقام مقال .
إنها شخصية العلامة الفاضل والولي الكامل محنض بابا ولد أمين.
إسم علم إرتبط بالصلاح والولاية وكان ذلك إجماعا ومحل اتفاق ذاع صيته ودوى في أفق البلاد بل وفي أرجاء المعمورة بما أشتهر به من الورع والعبادة والإبتعاد عن حطام الدنيا لقد كان مثالا للعالم والولي الذي صان علمه وأستغنى عما في أيدي الناس وأفتقرو لما لديه من الولاية والصلاح وحين ما رضي بعض العلماء سامحهم الله بالتدجين والتدجيل وقنعوا بالتقاتل على فتات موائد الرؤساء بقي محنض باب شامخا شموخ الجبال الراسيات وجاهد بالكلمة في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين وحب الخير للناس وقد سجل له التاريخ موقفا إنفرد به عندما قدم إليه رئيس دولة غينيا ألفا كوندي للتبرك بصلاحه وقدم له هدية معتبرة فكان منه العزوف عن أخذها في إشارة ضمنية إلى أن مكانة الأولياء والصلحاء أعظم شأنا من فتات وحطام الدنيا الفانية .
وقد ولد محنض باب ولد أمين أطال الله عمره في بيئة علمية تهذيبية فاصطبغت حياته بالصبغة النبوية منزعا وسلوكا ، وأنفق عمره في خدمة الدين ونشره ، كلماته تنفجر نورا وصدقا وحبا ، قريته (الدوشلية) معقل من معاقل العلم والإصلاح ، وصرح من صروح التربية والتوجيه وجد فيه كل الموريتانيين مبعث حياة للقلوب ونورا للبصائر وتهذيبا للنفوس...
ظل الشيخ الأعظم من أجل الأولياء وأوفرهم علما وأحسنهم سمتا ، عالما فذا قوي الحجة ناصع البرهان ، بصيرا باستنباط الأدلة دقيق البحث، بعيد الغور ، يجلوا أفكار المعاني استنباطا واستدلالا لا يجاري في علوم القرآن والحديث والفقه المؤصل..أرشد فعلم وأهدى فقوم وحض على المكرومات سبيلا لإقامة مجتمع مثالي تصان فيه الحقوق وتؤدي الواجبات ، ترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم وعاش في ضوء هديه عالما حافظا وفقيها عمدة وكوكبا ساطعا يستضاء بمشكاته في ليل المظالم البهيم .
تلكم هي الحلقة لأولى من سلسلة الحلقات التعريفية بهذا الولي الصالح الداعية إلى الله وحصن الإسلام المنيع والساعي في التصالح وجلب الخير للجميع أدامه الله ذخرا للإسلام والمسلمين .
نقلا عن السبيل