"كمب" رحلة يومية للسنغال لتأمين وجبة الفطور

تصحو "كمب بنت أمبارك" في الصباح الباكر من كل يوم فالذي ينتظرها من جهد وأسفار يتطلب ذلك، حيث أنها تكاد تكون المعيل الوحيد لأسرة تتكون من عدة أشخاص ليس لها إلا ما تجنيه "كمب" من الأنشطة اليومية التي تمارسها بـ "سوق مدينة" في روصو.

 

تنشط بنت أمبارك منذ سنوات في بيع "المانجو" و"البطيخ" ولحسن الحظ فهذه الفترة هي التي يتم فيها جني ثمار "المانجو" لكن كمب تشكو من ارتفاع أسعار هذه الفاكهة، قائلة "نحن نضطر يوميا إلى الذهاب للمدن السنغالية القريبة من مدينة روصو من أجل شراء حاجياتنا من المانجو".

وتقول كمب في حديثها للأخبار، إن انخفاض العملة أثر بشكل كبير على تجارتها، مؤكدة "نحن نشتري بسعر كبير بالنسبة لنا حتى وإن كان رخيصا بالنسبة للسنغاليين"، وتطالب كمب الحكومة الموريتانية بوضع هذه القضايا بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن عملة موريتانيا "الأوقية" تراجعت بشكل كبير.

 

وتؤكد "كمب بنت أمبارك" أنها في بعض الأحيان تتكبد خسائر كبيرة خصوصا حين تتعرض فاكهة المانجو للتلف بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، وتضيف "حين تتعرض للتلف فهذا يعني أنني سأتكبد خسائر كبيرة جدا".

 

كفاح من أجل أسرة ..

 

تروي "كمب بنت أمبارك" للأخبار تفاصيل يومها قائلة "أعاني صعوبات كبيرة ولكن ليس لنا إلا أن نحمد الله على نعمه، فأنا أستيقظ في الصباح الباكر للعبور إلى السنغال من أجل شراء حوالي 20 كلغ من المانجو وأعود إلى هنا حيث أحاول بيعها والعودة ظهرا إلى البيت بأرباح تخولني أن أتدبر الفطور لعائلتي فأنا تقريبا التي أمارس أنشطة تدر ربحا".

وترى بنت أمبارك أن الظروف صعبة، وأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب دعم الأنشطة النسوية يؤثر بشكل كبير على حياة السكان الأقل دخلا في مدينة روصو.

 

الأسعار رجال الأعمال

 

قصة "كمب" لا تختلف كثيرا عن قصة "أم الخيرات بنت سيدي" (بائعة الخضار بالسوق الكبير) في روصو، والتي تؤكد أنها تعيل أسرة كبيرة توجد في وضعية صعبة.

 

وتقول أم الخيرات إن يومها موزع بين أماكن شراء الخضروات من التجار و"المرص لكبير" والبيت الذي تعود إليه كل يوم لترتيب فطور الأسرة وقضاء بعض الحاجيات الضرورية لكبار السن في البيت.

 

وترى أم الخيرات أن السلطات لا تهتم كثيرا بمصالح الضعفاء، قائلة "رجال الأعمال يتحكمون في أسعار الخضروات ويبيعونها بالسعر الذي يناسبهم حتى وإن كان هامش الربح محدودا بالنسبة لنا".

وترى بنت سيدي أن تنظيم السوق وبناء أماكن مناسبة للبيع تبقى من أهم المطالب الملحة بالنسبة لباعة السوق، مؤكدة أن مراقبة الأسعار وتعويض الخسائر التي يتعرضون لها تبقى مسألة ضرورية لدعم الفقراء وتشجيعهن على مواصلة العمل، مضيفة "لا ينبغي أن نظل دائما بين مطرقة رجال الأعمال وسندان الارتفاع الكبير للأسعار".