طلب والد الشاب زيني ولد الخليفه الذي وجد ميتا مؤخرا في بيت إحدى الاسر من وكيل الجمهورية إصدار أمر باستخراج جثة ابنه من أجل إجراء تشريح يحدد سبب وفاته.
وقال المحامي سيدي المختار ولد سيدي إنه وزملاءه المتعهدين في الملف تقدموا نيابة عن الخليفه زيني بابا بهذا الطلب اليوم.
ودفن زيني في مقبرة بإحدى ضواحي "بوتلميت" إلى الشرق من العاصمة نواكشوط يوم 31 مايو الماضي بعد يوم من العثور عليه ميتا في مطبخ أسرة ارتبط بعلاقات مع ابنتها على مدى أكثر من ثلاثة أعوام.
وقالت ابنة الاسرة واسمها مريم بنت إطول عمرو إنه انتحر. ولم يظهر خلال التحقيق الذي أجرته الشرطة والنيابة شاهد على ما جرى إلا هي. وحسب روايتها كانت وحدها في البيت حينما دخل، مضيفة أن وقتا مر في النقاش بينهما حول ما قالت إنه قرار اتخذته بالتخلي عنه قبل أن يدلف إلى المطبخ ويشنق نفسه بلثامه في إحدى النوافذ حسب قولها للشرطة.
وعززت شهادات أصدقاء وصديقات لمريم وردت في محضر الشرطة الذي اطلعت عليه مورينيوز دعواها.
وتقول هذه الشهادات إن الشاب هدد مرارا بأن ينتحر إذا ما تخلت عنه.
وقالت مريم للشرطة إنه حاول ثلاث مرات على الأقل الاضرار بنفسه خلال أزمات معها.
غير أن شهودا من أصدقاء المتوفي أبلغوا الشرطة أنه تعرض لتهديدات بالقتل من أقارب للفتاة. ولم تجمع الشرطة شهادات حول هذه التصريحات.
واستغرب محامو أسرة زيني "تجاهل النيابة والشرطة هذه التصريحات في حين سألت كل الذين طلبت مريم شهادتهم".
واكتفت الشرطة بقول الفتاة وأمها إنه لا يزورهم في البيت أي زائر.. واعتبر المحامون ذالك" تغطية على أي شهود أو متورطين محتملين".
واستبعد العارفون بالشاب أن يقدم على الانتحار.. وقال أصدقاء له إنه إنسان خلوق طيب كثير الابتسام ويحفظ القرآن الكريم.
وأفرجت النيابة عن الفتاة "لعدم كفاية الأدلة" ضدها بعد توقيفها لمدة أسبوع. لكن أسرة الشاب ومحاميها رفضوا النتائج معتبرين أن الشرطة والنيابة تعاملتا مع القضية في شكل غير شفاف..
و عزز تقرير "معاينة" كتبه طبيب فرضية الانتحار وإن قال إنه لا يمكن تحديد سبب الوفاة إلا بالتشريح.
ويتهم المحامون الطبيب الشرعي بـ"التزوير وضعف الخبرة." على حد قولهم.
وقال المحامي سيدي المختار ولد سيدي اليوم إن طلب استخراج الجثة يهدف إلى المحافظة على ما بقي منها في انتظار أن تقبل النيابة إعادة التحقيق.
وقال المحامي إنه كان من الافضل أن يتم التشريح "في الوقت المناسب، وقبل الدفن وهو الامر الذي طالب به والد المتوفي لكن لم يجد أذنا صاغية" حسب تعبيره.
وأكد الخليفه زيني بابا والد المتوفي لـ"مورينيوز" أنه طلب القيام بتشريح الجثة قبل دفنها. لكن لم يتم ذلك.
و اتهم المحامي سيدي المختار النيابة والطبيب الذي كتب تقريرا برجح الانتحار بالتلاعب .
واستغرب المحامي جملة وردت في تقرير الطبيب يقول فيها إنه زار مسرح الجريمة مكرها.. وتساءل: "من أكرهه ؟ السلطات أم أسرة الفتاة المشتبه فيها..؟"
وكتب الطبيب في تقريره: "لقد قمت بزيارة مسرح الواقعة بعد معاينتي للجثة وذلك عكس المألوف لأسباب خارجة عن إرادتي"...