في أوقات الازمات الشديدة , وفي لحظات من التاريخ حاسمة تمر بها الدول والشعوب ,لا بد
من اتخاذ قرارات صعبة ومصيرية على أعلى المستويات ,تراعي جميع الظروف المحلية والاوضاع الاقليمية والدولية المحيطة ,وتستقرئ الاحداث ,وتتنبأ بالنتائج ,وذلك في سبيل إدارة دفّة السفينة حتى لا تغرق ويغرق الجميع معها.
وزير الخارجية اسلكو ولد أحمد أزدبيه قال إن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز طالب الحكومة خلال فترة الربيع العربى- بضبط النفس وعدم التعامل مع أي استفزاز مالم تنتهك الخطوط الحمراء.
وقال الوزير فى جلسة للنواب يوم الثلاثاء 21 يونيو 2016 إن الرئيس حدد تلك الخطوط بالمس بأرواح الناس أو ممتلكاتها، بينما ألزم الحكومة بتحمل كافة أشكال النقد والشتم مهما كانت الجهة التى تقف خلفها أو المستهدف بها ولو كان الرئيس ذاته.
ورأي ولد أحمد أزدبيه أن هذه السياسية المستوعبة لكل القوى الفاعلة فى الأرض أثمرت واقعا جديدا لم يعد بالإمكان نكرانه أو تجاوزه، حيث باتت موريتانيا اليوم 46 عالميا فى مستوى حرية الصحافة،بينما أقرب الدول العربية والإفريقية لها هي تونس بفارق 46 نقطة.
ويقول ولد أحمد أزدبيه إن الرئيس ألزم أجهزة الأمن وخصوصا الشرطة بالاختفاء من الشوارع مع أي تظاهرة للمعارضة خوفا من الاحتكاك بالمتظاهرين، لكنه ظل يدير المشهد الأمنى من بعيد، تاركا لزعماء المبادرة حق استخدام الشارع ذهابا وإيابا وأن يهتفوا بما أرادوا ويعبروا عن الطموح الذي تكنه صدورهم دون اعتراض أو محاسبة أو توتير.
وبهذه القرارات ,وبهذه التصرفات نجح الرئيس في البقاء على بلده خارج معمعة ما يسمى بالثورات والفوضى العارمة التي ما تزال آثارها المدمرة ماثلة للعيان.