محمد ولد أركاب مزارع موريتاني شمر عن ساعد الجد وخاض فصول تجربة تنموية رائدة أتت أكلها بعد سنوات عجاف واجه فيها حلمه بإحياء أرض جرداء موحشة بثقة مطلقة بالله وصبر المؤمن وعزيمة لاتلين وتعلق بالأرض حتى كتب لمشروعه الزراعي التنموي النجاح وباتت تجربته الزراعية محط أنظار ومصدر إلهام لكثيرين من المشتغلين بالزراعة والمهتمين بها ليتصدر معها الرجل المشهد التنموي في منطقة اصويصي النائية الواقعة 60 كلم شمال العاصمة الإقتصادية انواذيبو والمعروفة بقساوة طبيعتها وظروفها المناخية ويحوز بذلك رضا كافة المتعاملين وثقة الشركاء عن جدارة واستحقاق من خلال الحصيلة المشجعة لمزرعته المترامية الأطراف والزاخرة بأنواع المزروعات من نخيل وخضروات وفواكه وأشجار ينصح بثمارها للعلاج الطبيعي
. الحكاية بدأت مع رأي رسمي ساد لعقود ماضية باستحالة الزراعة في ذلك الحيز وعدم تصنيف إداري فرض نفسه طيلة تلك السنوات بعدم التعاطي مع هذه الولاية كولاية زراعية لأسباب ثبت مؤخرا بطلانها وأيدت ذلك البطلان إرادة سياسية عليا آمنت بتطلع المزارعين فيها لكسر ذلك الطوق وأحسنت التقدير في قدرتهم على معانقة أهدافهم المشروعة بتسلم زمام المبادرة وخوض السجال مع تلك الطبيعة القاسية ليتضح بعد ذلك و بالشواهد الثابتة لعائدات المشاريع الزراعية ومردوديتها أن التصنيف السابق الذي كان عقبة كبرى في ميلاد تلك التجربة الزراعية تصنيف ليس في محله.
وفي خضم تلك المعطيات وحين توفرت الظروف المواتية حازت مزرعة محمد ولد أركاب رخصة من الوزارة الوصية على القطاع وأختار لها اسما حينها حيث أسماها " تعاونية الإغاثة الزراعية بمنطقة أصويصي" ليبدأ المشوار وتتوالى النجاحات حيث نالت المزرعة ثقة الممول وكانت في صدارة التعاونيات الزراعية المستفيدة مؤخرا من تدخلات برنامج الإتحاد الأوروبي لدعم الثقافة والمنظمات القاعدية في بلديتي بولنوار ونواذيبو الذي تنفذه منظمة التحالف من أجل التضامن الإسبانية بالتعاون مع ملتقى الجمعيات الوطنية لحقوق الإنسان.
وهاهي اليوم تعاونية الإغاثة الزراعية بمنطقة أصويصي تقف شامخة بثمارها ومنتوجها الزراعي المعتبر و نخيلها الزاهي وجداولها الخصبة منتشية طعم الانتصار على قساوة الطبيعة ومعلنة صدق المقولة الشهير من جد وجد ومن زرع حصد
. لموقع" مراسلون " , الحسين ولد كاعم , نواذيبو.