منظر بعض أفراد الشرطة وهم يُسْلمون سيقانهم للريح هربا من بضع صبية في "كَـزرة" بجوار مستشفى العيون يوم أمس ,منظر مهين ,ومنظر فاضح لجهاز كان المفترض فيه أن يكون ملجئا للخائفين ,ومأوى وملاذا للفارين ,فإذا به أحوج الى الأمن وإلى من يحمي ظهره ويؤمن خوفه.
هذه مجرد صورة من بين عشرات الصور التي هزت مصداقية رجل الشرطة في أذهان المواطنين ,صورة ملابس ومعدات شغب استطاع هؤلاء المحتجون أن ينتزعوها من أحد أفراد الأمن ويلعبوا بها ويعبثوا بمحتوياتها بينما ولَّى هو هاربا لا يلوي على شيء.
نحن نعلم أنها حالات فردية ولا تمثل جهاز الأمن الوطني ,الجهاز الذي يحمل على عاتقه مسؤولية حماية المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم ,الجهاز الذي يُؤمّن الناس ويسهر عليهم وهم نيام في بيوتهم ,لكن حادثة الأمس ,والتصرف الذي صدر عن بعض أفراد الأمن يجب ألا يتكرر ,بل ويجب محاسبة من قاموا به وتأديبهم وإعادة تأهيلهم.
وفي مثل هذه الحالات لا أقل من يستقيل وزير الداخلية أو يعتذر على الاقل علنا للمواطنين عما حدث ويبرره حتى يشعروا بأن الامر كان مجرد خطا أو مجرد تصرف فردي والشرطة منه براء.