سُررتُ كثيرا بتقرير اللجنة البريطانية العليا لتقصي وجاهة مشاركة بريطانيا في الحرب "الأمريكية-شبه العالمية" ضد العراق سنة2003 (ما يعرف إعلاميا: Sir Jhon Chilcot findings) والذي صدع بأن تلك المشاركة كانت ظلما سياسيا وخطأ أخلاقيا وتفريطا عسكريا وأن الحرب علي العراق أُسِسَتْ علي "إفك امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل" الذي كان أشبه "ببلاغ كاذب".!!
سَيِدُ أَمَانِيً هذه الأيام هو أن يتم اتخاذ مبادرات جَهُورَة و قوية من طرف النخب السياسية و القانونية و الإعلامية العربية و الإسلامية و "العالمية المنصفة" ضغطا علي الحكومة الأمريكية كي تَحْذُوً حَذْوَ حليفتها البريطانية فتشكل لجنة عليا عالية الاستقلالية و المهنية و المصداقية مكلفة بتقصي حقائق دوافع الحرب علي العراق 2003 التي من الأكيد أنها ستُخْبِرُ بنفس الخلاصات و النتائج!!
أتوقع أن يؤدي الضغط الإعلامي و التعبوي و الشعبي -المتكئ علي نتائج تقرير "السير شيلكوت" عالي المصداقية، بالغ الإقناعية و مكتمل الحجية- الذي تمارسه منظمات حقوقية و جمعيات مدنية و أهلية إلي دفع الحكومة البريطانية "لتعويضات مالية مُغَلًظَةٍ"إلي أسر الجنود البريطانيين المائتين(200) الذين قضوا نحبهم في حرب ظالمة لا ناقة لبريطانيا فيها و لا جمل و "لا ثَرَي و لا ثَأْرٌ".!!
لكني أستبعد أن تتحقق أمنيتي بتشكيل الحكومة الأمريكية لِلَجْنَةٍ عليا مستقلة لتقصي دوافع الحرب علي العراق 2003و ما ذلك إلا لِيَقِينِ معرفةِ دوائرِ النفوذ أن تلك الحرب كانت إثما سياسيا و أخلاقيا تولي كِبَرَهُ "الرئيس بوش الإبن" لدوافع يختلط فيها العائلي –الشخصي(وصية بوش الأب)و الديني المتطرف( تحريض اللوبي المحافظ المؤمن بصدام الحضارات)و الربحي التجاري(رشاوي شركات التصنيع الحربي)،...
كما لا أتوقع أن يتم الضغط السياسي و الإعلامي و القانوني و الشعبي الكافي من أجل أَطْرِ الحكومة البريطانية أَطْرًا علي تقديم اعتذار للشعب العراقي عن خطإ المشاركة في الحرب علي العراق و تسديد تعويضات مالية لأسر مئات الآلاف من العراقيين الذين "استشهدوا" بشكل مباشر خصوصا و أن تلك الحكومة تسلمت قبل سنوات"ديات مغلظة" من الدولة الليبية تعويضا عن ضحايا "طائرة لوكربي".!!
و لئن سأل سائل عن مرد تشاؤمي من حدوث أية تداعيات إيجابية علي المستوي العراقي و العربي و الإسلامي للتقرير البريطاني الأشهر حول"خطيئة الحرب علي العراق" في حين من المفترض في ظروف عادية و طبيعية أن يفعل التقرير فعل "بُقْعَةِ الزًيْتِ"( tache d’huile/ripple effect) فيؤدي إلي فتح ملفات الحرب الظالمة و يفضي إلي أن تتعهد بها تلقائيا المحكمة الدولية المتخصصة في جرائم الحرب.
فجوابي أنه أضحي من المجمع عليه أن الغربيين و خصوصا الأمريكان يكيلون في المجال السياسي و الأمني بمكاييل تطفيف أربعة فإذا اكتالوا لأنفسهم يُوثِرونَ و يَغْبِنُونَ و إذا وَزَنُوا للصهائنة من اليهود و أشياعهم يَسْتَوْفُونَ و "يُعَوِضُونَ" أما إذا كَالُوا للمسلمين عامة و العرب منهم خاصة فَيَظْلِمُونَ و يَنْهَبُونَ و هم في تعاملهم مع بقية شعوب و أمم العالم عموما يُخْسِرُونَ و يَغُشُونَ.!!!