وزير الاقتصاد والتنمية المنصرف السيد/ سيد احمد ولد الرايس رجل مالي واقتصادي بامتياز,وسياسي من الطراز الأول , يحترمه أصدقاؤه ويهابه مناوئوه , فالرجل معروف بالدهاء السياسي , بالإضافة لكونه مفاوضا بارعا , له حجة دامغة ومنطق قوي.
لكن خصمه اللدود وزير المالية والاقتصاد السيد/ المختار ولد اجاي , وبالرغم من حداثة سنه , وقلة تجربته السياسية بالمقارنة مع ولد الرايس , الا أنه يجيد ألاعيب السياسة ومراوغاتها , وقد أثبت خلال الأشهر القليلة التي قضاها كوزير للمالية أنه يتمتع بقدر كافٍ من الذكاء مكّنه من أن يكون لاعبا محترفا يمتلك من الاوراق ما يؤهله للمنافسة على أي منصب , بالاضافة لمهارته في لعبة الاستحواذ على قلوب رؤسائه بسرعة فائقة , فضلا عن أدائه المقنع نوعا ما لأصحاب القرار.
لكن لماذا رجحت كفة ولد اجّاي على كفة ولد الرايس الصديق المقرب من رئيس الجمهورية؟
مصادر خاصة تحدثت عن أن وزير الشؤون الاقتصادية ولد الرايس لم يكن من المشمولين في التغييرات الحكومية يوم أمس وبأن عودة خلافات قوية بينه وبين وزير المالية المختار اجاي حول طريقة التعامل مع البنك والصندوق الدوليين عادت مجددا ساعات قبل التغيير كانت السبب في غضب الرئيس عزيز وقراره تنحية ولد الرايس وإسناد وزارته لخصمه اللدود المختار.
وتعود قصة الخلاف بين الرجلين إلي نظرة كل منهم لطريقة التعامل مع الشركاء الخارجيين , وقد انحاز عزيز في المرة الماضية لولد الرايس ومنع وزير المالية المختار من السفر مع الوفد الحكومي المفاوض الذي ضم ولد الرايس ومحافظ البنك المركزي .
ثم جاءت قمة الشفافية الأخيرة حول الصيد لتعمق الخلاف بين الرجلين وزاد علي ذالك زيارة ممثل صندوق النقد الدولي والذي لجأ من خلاله الوزيران مجددا لعزيز للفصل في صلاحيتهما في التعامل مع الهيئة الدولية حيث رفض ولد الرايس أي تنازل عن صلاحياته لصالح وزير المالية , مفضلا التنحي , حيث كان هذا السبب المباشر في الإجراء المتخذ الذي لم يكن مبرمجا.