طبيعة علاقة الحركة الوطنية بالبوليزاريو برواية ولد مولود

قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود إن أحداث انتفاضة الزملة يونيو 1970 غيرت تصور الحركة الوطنية الموريتانية وموقفها من القضية الصحراوية؛ حيث قررت دعم النضال الصحرواي ضد الأسبان، وتراجعت عن المطالبة بموريتانية الصحراء.

وأوضح ولد مولود في حديثه أن هذا الموقف تعزز لاحقا بعد اتصالات ومفاوضات بين الحركة الوطنية وجبهة البوليزاريو؛ أشرف بنفسه على تفاصيلها ونسج خيوطها.

وأشار ولد مولود إلى أن بداية العلاقة تعود إلى سنة 1973 حينما كان عضوا في قيادة الحركة ممثلا عن الطلاب، حيث أخبره اثنان من شباب الحركة هما: حمود ولد صالحي، والنني ولد ببكر بأنهما التقيا صحراويا مبعوثا من جبهة البوليزاريو عند منزل زميل لهم هو الطيار: محمد ولد ابراهيم، واقترحا عليه الاتصال به والتنسيق معه لأنه أكد لهم تأسيس جبهة تكافح بالعنف الثوري ضد الاسبان، ولها منطلقات تتفق مع الخط الفكري للكادحين.

بعدها -يقول ولد مولود- ناقشت قضية التنسيق مع قيادة الحركة التي كانت حينها تضم كلا من: عبد القادر ولد حمادي ومحمد سالم ولد زين، فأخبراني بأن وجودي في قيادة الحركة المدرسية التي كانت تعرف اختصارا بـ: CPASS (اللجنة المؤقتة للعمل المدرسي و الثانوي، وهي تنظيم تابع لقيادة الحركة)، ونظرا لأن الجماعة سرية فينبغي أن أباشر الاتصال بالرجل، فاتصلت به وتواعدنا بعد صلاة المغرب عند المستشفى الوطني؛ حيث كنت أمارض قريبة لي هناك، وإن لم تخني الذاكرة –يضيف- فقد تقابلنا بمقر قسم الولادة حاليا، في الجزء الشمالي من المستشفى.

لم يكن المبعوث الصحراوي سوى "الولي مصطفى السيد" مؤسس جبهة البوليزاريو، وقد شمل اللقاء تبادل الشروحات والعروض حول الحركتين؛ حيث أكد لي أنهم لاينتظرون دعما من المغرب وأن والجزائر لاتزال تهابهم، وأن وموريتانيا هي المعول عليها، وأنهم نفذوا عملية عسكرية منذ فترة وجيزة، وأخبرته أيضا بتطور موقفنا من القضية الصحراوية بعد انتفاضة الزملة، ووعدته بأن أعرض الأمر على القيادة من جديد، وهو الأمر الذي فعلته، وأسفر عن اتخاذ قرار بالمساندة والدعم.

أما اللقاء الثاني مع الولي مصطفى السيد فكان في منزل فتى ولد اركيبي، وقد أبلغته باستعدادنا لدعمهم و أننا مستعدون لبناء علاقات معهم، واتفقا على أن تكون تلك العلاقات سرية، لأن الكادحين في أوج حربهم مع نظام المختار ولد داداه، واقترحت عليه التطبيع مع النظام حتى يدعم القضية الصحراوية، ولن يقوم بذلك عندما يكتشف علاقة الجبهة بالكادحين.

من هنا بدأت العلاقة تتعزز، وقدمنا لهم الدعم اللازم؛ حيث بدأ بتوفير أدوات الطباعة؛ حينما اكتشفنا أنهم يكتبون بياناتهم بخط اليد، وبعد ذلك تطور الدعم ليصل المساعدة بالذخيرة والمستلزمات الضرورية من خلال قسمنا بمقاطعة ازويرات، وشاركنا معهم في المؤتمر الثاني للجبهة.