الغارديان: نواكشوط يتهدده الغرق بفعل التقلبات المناخية

حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من أن العاصمة الموريتانية نواكشوط باتت مهددة بأن تغمرها مياه الأمطار الموسمية في ظل أزمة الصرف الصحي وقرب المياه الجوفية من سطح الأرض وأنابيب المياه القادمة إليها من النهر، إضافة إلى انخفاض نواكشوط عن مستوى سطح البحر.

 

وتساءلت الصحيفة عن الحل الأمثل؟ وهل يكمن في تحويل العاصمة الموريتانية عن مكانها؟ محذرة من أن نواكشوط تواجه تحديات الفيضانات والتعرية بفعل تصاعد المياه بسبب التغيرات المناخية، وتشير إلى أن هذه التحديات ضاعفتها التحضيرات للقمة العربية.

وتقول الصحيفة نقلا عن مواطن من سكان نواكشوط في منتصف العقد الرابع يقف في بركة ضحلة داخل الحائط المحيط بمنزله والمطلي بالبلاط الأصفر: "إن مستوى المياه الجوفية ارتفع أكثر من العادة هذه السنة والمراحيض تغمرهم المياه، باختصار المياه تغمرنا من جديد".

 

الصحيفة قالت إن نواكشوط لا توجد به أنابيب لتصريف المياه، فيما تقع معظم أجزاء المدينة عند مستوى سطح البحر أو تحته ولا يحميها من أمواج المحيط سوى كثبان متآكلة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه في العقد الماضي حذرت دراسات محلية ودولية من مغبة ابتلاع المحيط للعاصمة، وتضيف أن موجة أعمال البناء التي سبقت القمة العربية تثير المخاوف من حصول فيضانات كارثية في موسم الأمطار في أغشت.

 

وعللت الصحيفة غمر العاصمة نواكشوط بالمياه بفعل تزايد السكان إلى نحو 800,000 نسمة والتساقطات المطرية السنوية المعتبرة، إضافة إلى مياه الشرب التي تضخ عبر الأنابيب من السنغال، وغياب قنوات الصرف الصحي.

 

ونقلت عن أمنية أبو كوراه-فوات، وهي منسقة مشروع التعاون الدولي الألماني لتغير المناخ في نواكشوط قولها: "لا أعتقد حقيقة أن نواكشوط يحتاج لقنوات تصريف العواصف المطرية لكنه يحتاج لقنوات صرف صحي وتخطيط عمراني أفضل وضبط منطقة سواحل المحيط".

وتضيف منسقة المشروع: "نحن نتحدث عن أيام ماطرة قليلة في السنة لكنها في تزايد والمشكلة في كمية المطر الكثيرة التي تتهاطل في فترة وجيزة. على اعتبار أن مستوى المياه الجوفية عال فإنه لامجال لتسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض".

ويعلق المواطن كامارا، إن المضخات مثلت خيبة أمل حيث أنها اشتغلت بشكل جيد في الفترة القليلة التي سبقت القمة العربية رغم أنها لم تشتغل في الفترات السابقة مما أدى لتراكم كميات كبيرة من المياه الراكدة".

أما حمزة ولد أعمر المدير العام للمجلس الوطني للمياه، فقال للصحيفة إن اللوم يقع على المواطنين: "المشكلة في سلوكهم المتمثل في رمي القمامة الصلبة في القنوات مما يخلق مشاكل كبيرة للمضخات وللتغلب عليها اشترينا مضخات بطاقة ضعف طاقة المضخات السابقة أي 120سم3 وهذه ستحل المشكلة".

وحسب قوله فإن حلا طويل الأمد -صرف صحي شامل- سيكون جاهزا للعمل خلال ثلاث سنوات ونصف لكن المواطنين والممولين لا زالت تراودهم الشكوك حول إلى أي مدى سيتمخض العقد الحكومي الحيوي المبرم مع الصين السنة الماضية عن نظام صرف صحي شامل لجميع سكان نواكشوط.