انتهى يوم القمة و غربت إذن شمس يوم طويل على الموريتانيين حكومة وشعبا ؛ والكل حبس أنفاسه وتضرع إلى الله أن يمر بسلام في ظل عالم مضطرب ومنطقة ملتهبة و خوفا من أن يحدث مالم يكن في الحسبان ؛ خوفا من المطر ؛خوفا من قطع الكهرباء خوفا من انقطاع الصوت عن الميكرفونات...
كل أسباب الإحراج كانت حاضرة في قلوب الموريتانيين الذين توحدوا تحت ظل العلم الوطني و كان الرئيس عزيز رمزا لكل الموريتانيين وهو ينادي بأسماء القادة ويتربع على كرسي رئاسة العرب
ليس بالأمر السهل ان تحضر لقمة في ظرف وجيز في بلد لايزال يزحف ببطئ نحو التطور؛ بنى تحتية متواضعة وخدمات فندقية لا تذكر بالمقارنة مع العالم الآخر لان الشعب الموريتاني لايزال بطبيعته بدويا يحن الى الفضاءات المفتوحة والليالي المقمرة
كانت الخيمة العصرية التي ثبتت قرب قصر المؤتمرات والمطار الذي أفتتح والطرق التي شيدت ؛ والأرصفة التي عبدت ؛ والمباني التي رممت وصبغت تمثل إرادة شعب طالما تحدى الصعاب ..
لقد تابعنا فعاليات القمة لحظة بلحظة بكثير من الأمل والرجاء ؛ أنا لا يهمني قرارات العرب فالعرب يعيشون ظرفية صعبة وعصيبة بقدر ما يهمني أن نثبت اننا شعب ذو ارادة إذا صمم أنجز وإذا وعد وفى ..
إنها فرصة لنا جميعا أن نبني هذا الوطن وان نستمر بنفس الوتيرة وان نحس بشعبنا الفقير الذي يئن تحت وطأة الفقر والجوع ولا يجد من يسلط عليه الضوء ؛ انه يموت ببطئ فكثر في الاعماق يولدون ويطوون أحلامهم دون ان يحس بهم أحد ..
إذن لا عذر لنا بعد اليوم بعد ان أثبتنا أننا نستطيع وأننا قادرون على تحويل الحلم إلى حقيقة
مبروك لكل الشعب الموريتاني ومبروك للحكومة وعلى رأسها السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز